vendredi 29 janvier 2016

لما لا تأتي؟..


..لما لا تأتي؟
أيها الموت.. لا تتربصني، فأنت لا تخيفني، لا ترعبني.. لن أتفاداك، ولن ألتمس منك الانتظار قليلا، أترقبك منذ موت الأيوبي، وسقوط غرناطة، ونهب زهرة المدائن، وإحراق ما بين الرافدين، وسحق نفس عمر المختار، وسنوات استنزاف إيمان الشام..
لما لا تأتي؟..
أنا لك، لن أصارعك، أعلم، كما أومرت، أنك ستهزمني، لأنك لست مثلي، أنا ابن آدم، وأنت ملاك الرحمان.. فلما الهروب والتفادي؟
لما لا تأتي؟..
حياتي جرح غاضب من المحيط إلى شط العرب.. شوهوا عقيدتي، مزقوا عروبتي، وكرهوني في هويتي.. جعلوني لقيطا وأنا ابن الأرض والتاريخ وإنسانية الله.. وأنت رحمة لي ولأمثالي..
لما لا تأتي؟..
أريد حياة الكبرياء، وكرامتي لا ترضى ذل البقاء، ماذا أفعل؟
أتغتال البراءة والمروءة والشرف والأزهار والأحاسيس ولا أموت؟
أأهجر أرضي وأقطع البحار لحياة ذل بغيض في أرض الغجر والصليب؟
أتدفعني لتنتعش نشوة برودة الأعصاب وخيانة الوطن؟
لما لا تأتي قبل فوات الأوان وتنفجر إنسانية الإنسان؟
لما لا تأتي؟.. م. رياضي
البيضاء:10/12/2015

Aucun commentaire:

Enregistrer un commentaire

حيرة وجود..

  حيرة وجود .. سمة حورية أسطورية، وعناد نخوة جاهلية، وكبرياء أنثى إنسان، بملامح طفلة غامضة دائمة الحزن والابتسامة، صادفها في حيرة وجود، تا...