jeudi 8 novembre 2012

الحكاية الثالثة (3): الإسلام وإساءة براءة الغرب (L'Islam et l’offensante innocence de l’Occident (III

متى نجعل من إنسانيتنا قضية؟
العربي أنا وحكايات الإنسان الآخر!

الحكاية الثالثة (5/3):     الإسلام وإساءة براءة الغرب
                             من المسؤول ؟

إهداء : إلى أي مسلم إنسان، يناضل بقناعة أضعف الإيمان كواجب الفرد تجاه دينه وهويته وإنسانيته، في ظلال النكسات المذلة، وخذلان الدكتاتوريات المتواطئة، وحرقة شماتة "جولدا مايير" المسيئة لكل عربي ومسلم:"عندما أحرقنا القدس لم أنم طيلة الليل، وتوقعت أن العرب سيأتون نازحين من كل حدب وصوب نحو إسرائيل، فعندما بزغ الصباح علمت وأيقنت أننا أمام أمة نائمة."




           السلطة السياسية والإعلام:      
          الاستبداد مرتع الفساد، والسلطة الكلاسيكية المستبدة، التي اعتمدت شرعيتها على القوة والعنف، والطغيان القاهر، بكل أساليبه، لاضطهاد الفكر المضاد، وفرض الطاعة، وتدبير الشأن العام، لم تعد تُرعب الشعوب في زمن العالم قرية صغيرة، باتت السلطة السياسية المعاصرة تستمد مشروعيتها، وضمان استمراريتها، من الشرعية القانونية المقيدة بالديمقراطية السياسية والاجتماعية، الضامنة للمساواة، والعدالة، والأمن، وحماية المقدسات المكونة للذات والهوية. فظاهرة الحكم المستبد في نسخته العربية تلاشت، أو لنقل لم تبقى بتلك الرعونة القمعية التي كانت عليها، أُزيلت واقتلعت جذورها العائلية، وأخرى تكيفت مجبرة، مع ظروف متغيرات المجتمع الدولي، عن قناعة أو اضطراريا غيرت أساليب القمع القاهر، لتضمن البقاء على كرسي السلطة، لكن إلى متى؟ فالتعاقد، العرفي أو الشرعي، بين الحاكم والمحكوم يقر ويحتم، في الزمن المعاصر، إلزامية النظام بتعزيز الديمقراطية، وحماية حقوق الفرد المواطن، منها الدفاع عن الذات، والمقدسات جزء أساسي في مقومات الهوية. لهذا على الأنظمة والحكومات العربية والإسلامية في عهدها الجديد، بعد فورة الأرض العربية، وتخلص بعض الشعوب من طغاة زمن ذل الاستبداد والقهر، أن تأخذ العبرة، وأن لا تتوقف عند الاستنكار والتنديد، إنها تترآى، بكل أعين العالم، كرسومات كاريكاتورية ساخرة، إلى درجة البكاء الدامي. هذه الحكومات التي أتعبت نفسها بالكلام، المحلى بالعسل المغشوش، أمام وسائل الإعلام لتلعب مسرحية الشجب والاستنكار للفعل الجرمي الذي يمس أكثر من مليار مسلم، وغيرها من كلام الخشب، عليها إيجاد إجراءات سياسية فاعلة، وقانونية صارمة لمحاربة الفساد الفكري الداخلي، والحرية الفكرية العنصرية في الغرب، في هولندا، الدانمرك، النرويج، فرنسا، ألمانيا، سويسرا، إيطاليا، أمريكا، فلن يكل ولن يهدأ الفكر الصليبي الاستعماري، الاستغلالي، العنصري عن مهاجمتنا لكي يحقق مبتغاه، ولن يتاح له ذلك، بسبب الصحوة الإسلامية المؤمنة الكامنة، حتى وإن ربضت سلالة أبي لهب على كراسي الرئاسات العربية، لكن التزام السلطة السياسية الصمت، كأن الأمر سحابة عابرة، وفي أقصى ردة فعلها تستنكر وتندد، سنبقى، الشعب العربي والمسلم، دائما ضحية الاستفزاز، والإهانة، والتحقير، من القيادة إلى الطفل، دون الطفل الفلسطيني، البطل الأسطورة، الذي تحدى، منذ 1948، إن لم أقل منذ وقاحة بلفور الاستحواذية، بصدره الطفولي وإيمانه الفطري، الرصاص والآليات الحربية، رافضا الركوع، والمساومة، وحياة الذل، لأن كرامته  من كرامة أرضه فلسطين.


           فالسلطة السياسية، باعتبارها سلطة الدولة لفرض النظام، تتحمل مسؤولياتها الشرعية، السياسية والإدارية والإعلامية والقانونية، في إدانة الفعل باعتباره إنكارا لمبادئ مواثيق الأمم المتحدة، وفي اتخاذ موقف موحد ضاغط على الأنظمة والحكومات الغربية المتبنية للفكر المنحرف المتعصب ضد الإسلام، وفي رفع دعاوي قضائية موحدة ضد مرتكبي فعل الإساءة الشنيع، الذي لا علاقة له بالحرية الفكرية. ولن يتمكن الإعلام القيام برسالته الإعلامية، محليا وعالميا، إن لم ترفع عنه السلطة السياسية وصاية التبعية والإملاء، والتهميش للكفاءات الفاعلة، فالاستقلالية المسؤولة تعمق في الإعلامي المتمكن الإيمان برسالته الإعلامية، وتتيح له حرية الاجتهاد، وتفتح مجال التنافسية ليمارس مهمته بفنية وإبداع وضمير مهني مسؤول، بطبيعة الحال في إطار احترام أخلاقيات المهنة، والالتزام بالمواثيق الإعلامية الوطنية والدولية. ألم ننقل كل شيء عن المستعمر؟ فلننهج نهجه مع ديمقراطية الكيل بمكيالين في الحرية الفكرية.


       التلفزيون والرسالة الإعلامية:    
           التلفزيون، إلى جانب وسائل إعلام أخرى، أداة اتصال جماهيري تمتلك مقومات سحر الإقناع، والتأثير السريع والفعال، والانتشار الأوسع، باستقطاب اهتمام وعقول أكبر عدد من المشاهدين، من كل الأعمار والأجناس، بما توفره من لحظات الفرجة والمتعة والإفادة، عبر مواد ثقافية وفكرية تساهم في التنشئة والتكوين، والتغيير والإصلاح، وخلق الرأي العام الموجه، ومحاربة ثقافة الفساد الفكري الداخلي والأجنبي. إنها أداة التصحيح والتغيير وخلق الدوافع، بالاعتماد على فاعلية الصورة التلفزيونية كلغة بصرية أكثر بلاغة وتأثيرا من الكلمة في الثقافة المعاصرة، عصر الصورة، حيث باتت الصورة، بواقعيتها، وخيالها، ورمزيتها، وسحرها، صناعة متقنة فنيا، ومحكمة المصداقية في خلق أي رأي عام موجه قطريا، جهويا أو دوليا. فالصورة، لغة بصرية مؤثرة، لغة التوصيل والتواصل محليا وعابرة للحدود عبر العالم، حتى جعلته قرية صغيرة. لهذا، فالجمهور العالمي المعاصر جمهور الصورة، جمهور اللغة البصرية، وعلى إعلامنا العربي والإسلامي الوصول إليه بالصورة، وإقناعه بلغة بصرية فنية ساحرة، تعانق بقوة المصداقية جوهر المضمون وحقيقته العميقة، يستحي منها إبليس نفسه، ويؤمن بها، ويتقبلها، وينحني لها رغما عنه، من خلال برامج إنسانية تستمد خامتها الفنية من واقع البيئة الإسلامية، لاستكشاف روح الإسلام كعقيدة إنسانية، دين العالمين، دين عبادة وسلوك، وتجعلنا، بذاتنا الإسلامية، وخصوصية واقعنا الاجتماعي العربي الإسلامي، مشاركين في الحياة الإنسانية العالمية، برامج وأعمال ببعدها الإنساني تتجاوز حدود الزمان والمكان، والحساسيات الضيقة، تستهوي القلب والعقل بفنيتها ومصداقية معالجة مضامينها، فإن كان المشاهد العربي والمسلم ينفر من مشاهدة غالبية برامجنا العربية والإسلامية، الحوارية والدرامية والكوميدية، بسبب الابتذال والسذاجة، والنمطية المحلية، والثرثرة المملة، وافتقادها اللمسة الفنية ومتعة اللغة البصرية، فما بالنا مع مشاهدين في مجتمعات لا تتفق وثقافتنا، ومعتقدنا الديني، وقيمنا الحضارية؟. فالموهبة الفنية والقدرة على المعالجة البصرية ببعدها الإنساني الناضج، بعيدا عن الاندفاع والحماس الطائش، بعيدا عن اللحظة العابرة والانفعال الطارئ، لا تتحقق إلا بفكر إعلامي مستقل، ممنهج، وهادف؛ والنضج الإعلامي من النضج السياسي، لا يولد بالفطرة، ولا يُمنح، ولا يُشترى، وإنما يصير بحرية الفكر، والكفاءة المهنية، والاجتهاد المتواصل، ومصداقية الرسالة الإعلامية المسؤولة..

         في خضم التكاثر العشوائي للقنوات الفضائية والأرضية، الحضور التلفزيوني الصعب تجاهله، قطريا ودوليا، يحتم ضرورة إعادة النظر في سلبيات ذهنية السلطة السياسية في علاقتها مع الإعلام التلفزيوني، ووضع إستراتيجية إعلامية علمية، مسايرة للمتغيرات المتسارعة، من خلال شبكات برامج متنوعة، مفيدة وممتعة ومسلية، ذات أهداف متكاملة وفاعلة في التربية والتنشئة والتكوين، الثقافي والسياسي والاجتماعي.
  
       القنوات العربية والإسلامية:
يتبع..
                                                                                      محمد رياضي
                                                                                       الدار البيضاء، أكتوبر 2012



حيرة وجود..

  حيرة وجود .. سمة حورية أسطورية، وعناد نخوة جاهلية، وكبرياء أنثى إنسان، بملامح طفلة غامضة دائمة الحزن والابتسامة، صادفها في حيرة وجود، تا...