jeudi 3 juillet 2014

"صمت الزنازين" عنوان مؤقت Stille Zellen

 

 Stille Zellen  "صمت الزنازين" عنوان مؤقت
                                 
 
 حوار مع الصحافي والمخرج السينمائي المغربي المقيم في ألمانيا محمد نبيل

بعد الفيلم التسجيلي "أحلام نساء" و"جواهر الحزن"، أنهى مؤخرا الصحافي والمخرج المغربي المقيم في المانيا محمد نبيل تصوير مشاهد فيلمه الجديد عن السجن والمرأة في المغرب،  تجربة السجن بالمغرب بصيغة المؤنث، ومباشرة بعد انتهائه من عملية التصوير، كان لنا معه الحوار التالي:
رياضي: بعد عرض فيلمك الاخير "جواهر الحزن" بالبيضاء، صرحت لي بأنك تشتغل على مشروع سينمائي نسائي جديد حول السجن والمرأة في المغرب. وبعد وقفة استراحة وتأمل ورحلات ماراطونية بين برلين والبيضاء والرباط، يتحقق التحدي، وأنهيت البارحة تصوير فيلمك الجديد تحت عنوان مؤقت " صمت الزنازين". 
يلاحظ المتتبع لمسيرتك الانتاجية أنك تركز اهتمامك على المرأة، والمثير أنك تتناول الأنثى في مواضيع صعبة ذات حساسية اجتماعية ودينية ليس فقط في المغرب وإنما في العالم العربي، لماذا هذا الاهتمام بالأنثى وفي تجارب مؤلمة وحزينة؟  
محمد نبيل: كل مخرج سينمائي له دواعي ذاتية وموضوعية في اختيار مواضيع أفلامه. أنا اخترت المرأة لأنها أولا، هي سبب وشرط وجودنا، وهذا مبرر للاهتمام بها أكثر. ثانيا، لا ننسى أن المرأة تمثل "التابو" أو المحرم في مجتمعاتنا العربية. وثالثا، لي حكايات ومغامرات كثيرة مع المرأة، أختصرها في طفولتي التي كنت فيها منصتا لأحاديث وأسرار نسائية مثيرة في كل مرة أخرج للنزهة مع عمتي وجدتي. كما أن علاقاتي مع النساء من مختلف الأصول والثقافات خلفت في ذاكرتي تراكمات بألوان مختلفة، وولدت في نفسي تساؤلات عن الحقيقة والهامش وعمق المشاكل المجتمعية. كلها أسباب دفعتني الى هذا التوجه السينمائي المليء بلغة الجمال والمتعة.
إن الاشتغال على موضوع أو سؤال نسائي هو محاولة للاحتماء ضد الموت. المرأة قادرة على أن تحسسنا بالاطمئنان. أهتم بالمرأة لأن الاشتغال عليها كسؤال ومعها هو مغامرة فيها ثراء إبداعي غزير بالمعنى الجمالي والفني. لا أخفيك، أنا مهووس بكل البصمات الجمالية بصيغة المؤنث.

رياضي: عرف فيلمك التسجيلي "جواهر الحزن" اهتماما في المهرجانات الغربية، كما أثار بعد عرضه في فضائية البي بي سي العربية  الكثير من الجدل، في حين لم يهتم به التلفزيون المغربي، ما سر هذه اللامبالاة من قبل القنوات المغربية لأفلامك التسجيلية؟  
محمد نبيل:  سؤال مهم للغاية. من وجهة نظري ،السينما انتاج وتوزيع وعرض، وأفلامي التي لم تصل الى الجمهور المغربي سببها بعض العقليات التي لم تصل بعد إلى فهم دور وأبعاد ونوعية الإنتاج السينمائي وخاصة التسجيلي منه. السينما التسجيلية والعمل الصحفي هو تخصص قائم الذات، وله ضوابط وقواعد وأخلاقيات. لابد من تغيير الوضع وفق منطق الكفاءة أولا وأخيرا. المغرب وصورته داخليا وخارجيا ومستقبل البلاد في حاجة الى كفاءاته، أما زمن الترقيع فقد انتهى.

رياضي: استضافتك قنوات المانية وفضائية دبي العربية في برنامجها المعروف "حلو الكلام" الذي أثار قضايا عدة من بينها سيرتك وفيلمك "جواهر الحزن". كيف ترى هذا الحضور في وقت تغيب فيه أنت عن الشاشات المغربية ؟ 
محمد نبيل: نعم، لو وجهت لي الدعوة كما توجهها القنوات الألمانية والعربية سأقوم بالواجب، وسأعبر كعادتي عن آرائي وأفكاري بكل حرية وبلغة عربية فصيحة. السينما فن وجمال. ابداع بمعايير وقواعد وأصول. دراستي للفلسفة سمحت لي بسبر أغوار هذه القارة الصعبة وفهم دلالات الفن وماهيات الجمال وأبعاده .
العمل الصحفي بدوره هو تخصص علمي يدرس في الجامعات الدولية. سمحت لي ظروف الهجرة الى الديار الكندية بالانفتاح والتعلم في فضاءات هذا الوطن العلمية. التواصل بين التلفزيون والمبدعين يتم على أساس فهم طبيعة إنتاج المبدع ونوعيته وعطاءه وتقييمه من وجهة نظر تلفزيونية خدمة للمشاهد والمتلقي. في لقاءاتي مع التلفزيون أو في المهرجانات أتفاعل مع الجمهور وأتعلم من انتقاداته وانطباعاته عن أعمالي. كل نقد رصين هو مقدمة لفيلم سينمائي جديد .

رياضي: بعد "أحلام نساء" عن تجارب ثلاث ألمانيات اعتنقن الإسلام، ومحنة أمهات مغربيات عازبات في "جواهر الحزن"، يأتي الفيلم الوثائقي "صمت الزنازين" عن تجربة السجن بالمغرب لكن  بصيغة المؤنث. لنتوقف عند جديدك هذا والذي أنهيت للتو تصوير آخر مشاهده بمدينة فاس، بعد تصوير المشاهد الأولية بسجن عكاشة في البيضاء.
قلت في إحدى لقاءاتك بأن الواقع المر صعب نقله إلى الشاشة، ونحن نعلم بأن الفيلم التسجيلي فضاء فني يجمع بين الخيال والواقع، فماذا نقلت للمشاهد المرتقب؟ فقط صور آهات وأنين المرأة؟ أم هناك اجتهاد في خلق المعاني وصراخ الصورة لكشف مرارة الواقع دون التصادم مع الرقابة؟ هلا شاركتنا حقيقة هذا الواقع المؤلم الذي يستعصي نقله إلى الشاشة الصغيرة؟
محمد نبيل: الصورة السينمائية التسجيلية تجمع بين الواقعي والمتخيل لكن بلغة فنية وجمالية. شريط صمت الزنازين (عنوان مؤقت للفيلم)، سيحكي عن المرأة السجينة وفق نظرة تتوخى التركيز. السجن في حد ذاته ألم وحزن وحبس للحرية. لذلك فنقل الواقع السجني هو رهان صعب، لأن الألم و مرارة العزلة وشروط السجن وغيرها تتجاوز أحيانا منطق اللغة السينمائية. في هذا العمل أوظف جماليات الصورة لتبليغ المعاني على سبيل المثال لا الحصر: توظيف ألاستعارات. كما أن مهمة المخرج والمنتج هي طرح السؤال بصيغة سينمائية. الفيلم يقوم بذلك لتقريب الصورة للمشاهد عن السجن المغربي بصيغة المؤنث. السجن في حد ذاته عقاب عسير للمرأة، ذلك الكائن المرهف، ولو كان ذلك في أفضل سجون النرويج .

رياضي: إن تصوير فيلم سينمائي يحتاج لعدة استعدادات وإجراءات إدارية بيروقراطية، هذا بالنسبة لمشاريع إنتاج أعمال مستهلكة أو روائية، وما بالك بالنسبة لموضوع المرأة والسجن وما يثيره من صور جد أليمة في الذاكرة المغربية، ما هي العوائق والصعوبات والمشاكل التي واجهتها والطاقم في تصوير هذا العمل الجريء بالبيضاء وبفاس؟
محمد نبيل: فعلا، أي عمل سينمائي حول هذا الموضوع الإشكالي الذي يثير الكثير من الردود والتقارير يعد مهمة صعبة . لكن ظروف التصوير وشروطها والتعامل مع إدارة السجون كان إلى حد ما ايجابيا بالرغم من المدة التي استغرق فيها الإعداد للفيلم، واستصدار الترخيص بالتصوير في سجن عكاشة، والتي قاربت السنتين. هناك تخوف وحذر ورغبة في ممارسة الرقابة وهو أمر غالبا ما كنت أنا وفريق التصوير الالماني لا نفهمه جيدا. وهناك عقلية جديدة في ادارة السجون تريد التغيير وتفهم ماهية الفن وتحظى بالتقدير والاحترام. فنحن نعيش في الألفية الثالثة من التاريخ ألإنساني، والسينما فن وإبداع تؤدي وظيفتها في تغيير العقليات والأذواق وترتقي بالناس الى مراتب التحضر. بممارسة النقد الجريء تتقدم الأمم العريقة وليس بتكريس الواقع.

رياضي: ما ملامح مشاريعك المستقبلية ؟
محمد نبيل: أشتغل على مشاريع سينمائية تهم المرأة المغربية المهاجرة في ألمانيا، والثقافة المغربية اليهودية كما تروي عنها النساء ،كما أن هناك محاولات لبناء مشروع سينمائي روائي في المغرب يكون نسائيا كذلك.
أعتقد بأن المشاريع التي أشتغل عليها تحمل في نظري البسيط والمتواضع من الهم الإنساني ما يكفي لبناء الذات والغير. الفن السابع قادر على بناء المجتمعات والارتقاء بالإنسان.
أتمنى أن تفتح الأبواب والعقول والقلوب المؤمنة بدور المرأة في التنمية وفي بناء مستقبل المغرب. كما تعلم، أعيش في بلد تقوده امرأة وأعني بذلك المستشارة الألمانية انغيلا ميركل.


رياضي: كلمة أخيرة..
محمد نبيل: التقدم والرقي مرهون بالرفع من وضع المرأة، وبتنمية العقل والذوق والتربية على الجمال. الفن السابع قادر على تحقيق هذا الحلم الإنساني.

رياضي: تحياتي.

                                                                      حاوره م. رياضي
                                                                                إعلامي
                                                             الدار البيضاء، يونيو 2014



حيرة وجود..

  حيرة وجود .. سمة حورية أسطورية، وعناد نخوة جاهلية، وكبرياء أنثى إنسان، بملامح طفلة غامضة دائمة الحزن والابتسامة، صادفها في حيرة وجود، تا...