lundi 20 juin 2011

! المواطن الإنسان Citoyen Homme

إهداء:
إلى شهيد العرب طارق الطيب محمد البوعزيزي، الشاب التونسي البسيط الذي أضرم النار في نفسه وأسقط الدكتاتوريات العربية.
نص:
المواطن الإنسان!

 خرج مرغما إلى عالم الحركة والكلمة، يصرخ بكل قواه في وجه الفضاء المجهول، كأنه يحث على مطالب أكبر وأسمى.   منذ البصمة الأولى كان يسترعي انتباه الآخرين بشكل صارخ؛ عيناه العسليتان، كانتا تحملان عدة استفسارات، تستفز المستور الذي يلف حوله، والطبيعة، رغم قسوة الزمن، لم تنسها هواجسها أن تزرع فيه الحدس النزيه، وتلقنه مبادئ ممارسة الحق،  حتى لا يعيش إنسانا مفقودا  يحتقره ظله، ومشى في المجهول! 
بعزة النفس يحمل قدره، وراح يبحث عن البديل لشيء يقلقه، ويؤزمه في كرامته، أدرك أن شيئا سيحدث قريبا، بعد يوم، أسبوع، سنة أو أعوام، ليقتلع الليل من سباته الطويل.. السذاجة وعزة النفس، التي امتصها من ثدي الطبيعة الطيبة، صنعت مفعولها في شرايينه، فكان يمارس في الأعماق رفضا لما يحدث أمامه، فنقبوا عن ثغرات لاغتيال شكوكه اليقينية.. بعفة طرد عن نفسه نزوة لعق رحم الإغراء المثير، وبثقة رفض الرحيل إلى وراء البحر لبناء ما دمرته حروب الأرض العجوز الشمطاء. أحس المرارة تقطر من عيونهم، أدرك، حينها، أنهم سيقذفون به جثة هامدة بعد أن يمتصوا دماءه، ففضل أن ترتوي بها التي أرضعته، وضاقت الويلات من أجل بقائه، وأبى المقايضة مع الذين كانوا يهابون أشياء لا تبعث على الخوف، فتواطؤوا مع إبليس ضده، واستسلموا للخيانة، وتواروا إلى الخلف، تلفهم البلادة، وانتصبوا في أبراج من الخيال، وأفرزوا خلايا تحرص على راحة حماة الفوضى، مما جعل اللصوصية ممارسة عادية أمام أعينهم، فاهتاجت الأرض غضبا صارخا، وقالت للسماء:

ـ "أوصيك خيرا بابني.."

فتمردت السماء، وأمطرت عيونها طوفانا، فغمرته عاصفة القتال، لأنه واثق أن هناك إخوة في الرضاع لن يخذلوه، لقد أقسموا أن يعتقوا كرامتهم التي تعصرها حوافر جائعة متوحشة في زمن حصار الجسد والفكر، فوقف بنفور في وجه الاكتئاب وموت الإحساس، مما أفقد أولئك البلداء واللصوص صوابهم، فصنعوا أقنعة أخرى، وهاجت أشواقهم لموت غريزي. كان يموت لينبعث من أشلائه، ويتوغل من جديد في أحضان الطبيعة، الأم،  يبحث عن المفقود.. يبحثون عن بعضهم البعض عبر الأدغال الموحشة، والفجاج الوعرة، والمصايد المدبرة.. كان يغوص في عمق المعاناة لتحيى الكرامة، واستسلم لنار قدره، وغدا يحترق، وسقطت الأبراج الحديدية، الواحد تلو الآخر؛ ورغم المرارة، مازالوا يشهدون أن بإمكان صاحبنا خلق المعجزات في هذا الزمن الرديء، ومازالوا يشهدون أنه كان فعلا مواطنا إنسانا!

                                                                      محمد رياضي
                                                                   البيضاء، يونيو 2011

حيرة وجود..

  حيرة وجود .. سمة حورية أسطورية، وعناد نخوة جاهلية، وكبرياء أنثى إنسان، بملامح طفلة غامضة دائمة الحزن والابتسامة، صادفها في حيرة وجود، تا...