lundi 5 novembre 2012

الحكاية الثالثة (2): الإسلام وإساءة براءة الغرب ( L'Islam et l’offensante innocence de l’Occident (II

متى نجعل من إنسانيتنا قضية؟
العربي أنا وحكايات الإنسان الآخر!

الحكاية الثالثة (2/5):     الإسلام وإساءة براءة الغرب
                             من المسؤول ؟

إهداء : إلى أي مسلم إنسان، يناضل بقناعة أضعف الإيمان كواجب الفرد تجاه دينه وهويته وإنسانيته، في ظلال النكسات المذلة، وخذلان الدكتاتوريات المتواطئة، وحرقة شماتة "جولدا مايير" المسيئة لكل عربي ومسلم:"عندما أحرقنا القدس لم أنم طيلة الليل، وتوقعت أن العرب سيأتون نازحين من كل حدب وصوب نحو إسرائيل، فعندما بزغ الصباح علمت وأيقنت أننا أمام أمة نائمة."



             التحديات والإسلام: 
            انكسارات عصيبة عاشتها الأمة العربية والإسلامية في التاريخ المعاصر، ومنذ إستقلالاتها المشروطة، والوجدان والتاريخ الإسلامي يستلزمان طرح استفسارات عن مصداقية وفاعلية السلطة السياسية وإعلامها الرسمي في عدة قضايا مصيرية، وصد عدوانية الغرب العنصرية الاستغلالية، وفرض الذات. ما الغاية من تفريخ المنطقة العربية والإسلامية من إمكانيات التنمية، وبالخصوص البشرية؟ لماذا، بعناد أرعن، تعمدت بعض الرئاسات إلى تغييب إستراتيجية عربية إسلامية موحدة؟ لماذا لم يتم وضع تحالف أمني عسكري موحد؟ ما حقيقة "نكسة حزيران 67"؟، وما ردة الفعل العربي الإسلامي عندما أحرق المسجد الأقصى، الجريمة الفاجعة التي هزت الكيان الإسلامي؟ تراوحت بين الانكماش داخل الصمت الذليل، وعويل اللاءات الفارغة، وسلام سبات عميق، أعنف خطيئة عربية إسلامية في تحقير الذات وتشويهها، والإسلام بريء من ذلك، لدرجة أن مرتكبي الإحراق، اقتنعوا عند بزوغ شمس اليوم التالي من جريمتهم بعدمية العرب بصفة نهائية، وآمنوا، بقناعة روحية، بأحقية قيامهم بالجريمة الشنعاء في حق المسجد الأقصى، ولكم شهادة "جولدا مايير" في ذلك: "عندما أحرقنا القدس لم أنم طيلة الليل، وتوقعت أن العرب سيأتون نازحين من كل حدب وصوب نحو إسرائيل، فعندما بزغ الصباح علمت وأيقنت أننا أمام أمة نائمة.". ومن لا يعرف "جولدا مايير"، فليسأل عنها أرض الكرامة فلسطين.


            بعد جريمة الإحراق وتوالي النكسات الضاربة في عمق نفسية المسلم، والعربي على العموم، فشيء طبيعي أن يسترجل أي فاشل ناقض لإنسانيته في المجتمع الغربي الخليط، بذريعة حرية الفكر، على إهانة المسلمين. فعدة مرات تطاولت العقلية التافهة على النبي محمد (ص) والإسلام، وماذا كانت ردود فعل السلطات السياسية في الدول المحسوبة على الإسلام؟ لم تتجاوز حركات استعراضية محتشمة في التنديد والاستنكار، في الوقت الذي احتدت حرقة القلوب الشعبية، تحملها أناس بسطاء، في انتفاضات صاخبة وغليان عارم هنا وهناك؛ وفي أقصى صرامة الموقف السياسي، الحافظ لماء الوجه، بقناعة أضعف الإيمان، الدعوة إلى مقاطعة بضاعة الدولة المنتجة للسخافة المسيئة للإسلام، موقف جريء من المسلم المؤمن، صاحب المبادرة، والدولة الإسلامية التي تبنت موقف المقاطعة. موقف كان له أثر مرهق على الاقتصاد الهولندي، لكنها مقاطعة إلى حين قصير. وبعدها، ماذا كسبنا؟ هل رد الاعتبار؟ هل توقف إرهاب الاستفزاز للروح الإسلامية المؤمنة بالله، وملائكته، وكتبه، ورسله، واليوم الأخر؟ هل وضعت إستراتيجية عربية إسلامية موحدة في اتخاذ موقف سياسي وإجراءات قانونية ضد العنصرية الغربية؟ لا أعتقد ذلك، بل تزايد الاستفزاز العدواني ضد الإسلام بوقاحة سافلة في السنوات  الأخيرة، بذريعة حرية الرأي والتعبير، وفي حقيقة الواقع هي عدوانية تشبه كل أنواع الإرهاب إلا أن تكون حرية فكرية، والغريب في الأمر أن المحاكم الأوروبية باركت المعتدين في عدوانهم البغيض، مما سيشجع أكثر الإرهاب العنصري ضد الإسلام دون خوف من المتابعات القانونية. ألم يصحو المسلمون بعد على حقيقة ديمقراطية الغرب الاستغلالية؟.


       مظاهر سلبية تسيء لصورة الذات المسلمة المؤمنة:
           حراك الصحوة الإسلامية المؤمنة حاضر باستمرار، منذ صدر الإسلام، يصارع من أجل فرض الذات الإسلامية، يساير الأزمنة والأمكنة، لكنه يعاني من مظاهر سلبية مختلفة، تجاوزت المنطق والاتزان الديني الذي أتى به النبي محمد (ص). تُجهضه وتُبعثره أصوات سيئة النوايا، تعد نفسها  من أهل الاهتمام الديني، دعاة السخافة، والانحلال الأخلاقي، ومواضيع الهم الكاذب، أصوات تشجع الغرب المتطرف على الإهانة والتحقير. لكامل الأسف، غالبيتهم فكرهم حبيس الكبت الجنسي، كأنه موضوع الساعة والحسم والخلاص؛ أشخاص مسكونون بعشق ذنوبهم، واحد أتعب نفسه في التخمين في طرق الاستمناء عند المرأة، مع كل الاحترام للمرأة وللقارئ الكريم، فأجاز إمكانية  اعتمادها على الجزر لتحقيق متعتها، نعم لا حياء في الدين، لكن ليس إلى هذه الوقاحة السافرة؛ وآخر أعماه الحقد الاجتماعي، إلى درجة الهبل، عندما شاركت فتاة في اقصائيات غناء عربي، هوسه المعقد لم يمنعه من الاستهزاء وسب والدتها، وذنب الأم الوحيد شدة فرحتها بابنتها؛ وآخر في بلد عربي مسلم حلل الزواج من طفلة في سن التاسعة، بقناعة البالغين "إن كانت تطيق ذلك"، كيف لطفلة التاسعة أن تطيق ذلك؟ أهاته الاستطاعة لمثل سنها؟؛ وشيخ نبيغ آخر، لا مثيل له، يفسر الأحلام على هواه الابليسي،  فألزم من حلم بمعاشرة امرأة أن يتزوجها عند استيقاظه، وإن كانت السيدة متزوجة، على الزوج تطليقها ليتزوجها الحالم. يا لمنطق الشيخ النابغة الذي تجاوز حق الاحتلام والعادة السرية، للفرد مع نفسه، إلى جعل الحلم الجنسي حق شرعي ديني يجب تحقيقه بأي ثمن! أي دين يبرر هذه الشرعية العدوانية؟؛ ومنهم أيضا من استباح مضاجعة جثة الزوجة، وجعله أمرا عاديا ومقبولا؛ أية عقلية بربرية هاته؟ أهو الدين الإسلامي أم هلوسات خريف العمر؟ يا لكبث روح وهواجس إبليس!. ما الفرق بين غباوة الأصوات المتمسلمة وحماقة الصليبي المتطرف الذي تجرأ على إساءة النبي وإهانة الإسلام؟ أم إنهم بيادق رقعة سطرنج المؤامرات الغربية؟ ما موقف السلطات السياسية العربية المسلمة من دعاة الرذالة المسيئة للدين وللفكر الإسلامي؟ أم أنها تدخل في خانة الحرية الفكرية بقناعة ديمقراطية الاحتيال الغربي؟

         أما فيما يتعلق بغليان المدن العربية، بعد بث جزء من مهزلة شريط الإساءة الشنيع، فالمشاهد الإخبارية التي تناقلتها
    وسائل الإعلام العالمية،لنقف فقط عند العربية منها، تسيء للمسلم،وتزيد المتطرف في الغرب إيمانا في حقده وإساءته 
   إلى المسلمين، والإسلام بريء منها. مشاهد تعرض  الهجومات على بعض السفارات الغربية، تكسير ونهب وإحراق،
    وأغرب وأحقر اللقطات، لشاب، لا  أدري إن كان مسلما أو غيره، غنم آلة إيقاع كبيرة الحجم، وأطلق، بكل ما
    استطاع، رجليه للريح، كأنه انتقم للإسلام، وآخر يحمل شاشة آلة حاسوب، يلهث مسرع الخطوات حتى لا يلحق به
    أحد، وغيرها من صور الشماتة ذكرتني بأسباب هزيمة المسلمين في غزوة أحد، بطبيعة الحال مع فارق شرف الغاية بين
    الواقعتين. هذه  الصور تسيء لكل إنسان عربي ومسلم، ولو أننا لا نعلم حقيقة أن الفاعل، الظاهر على الشاشة، شاب
    مسلم فعلا. 
    
           أما حادث اغتيال السفير الأمريكي في سفارة بنغازي، مهد ثورة ليبيا الحرة، فأشك في أن يكون من تدبير أبطال
      الثورة الليبية، لأن الاستنفار الأمني حالة طبيعية تلازم سفارات الولايات المتحدة الأمريكية في بقاع العالم، وفي الدول
      العربية والإسلامية على الخصوص، تفرض حولها، بشكل مستفز للسلطة الحاكمة ولأهل المدينة، حراسة مشددة، 
      إسمنتية، بشرية، والكترونية، في الأيام العادية الهادئة، وبالأحرى في حالات الهيجان والانفلات الأمني، فالتشدد
      الأمني يتضاعف، لذلك أرى أن مقتل السفير الأمريكي تصفية حسابات المواقف الأمريكية، وهذا الموضوع لا يعنيني،
      لكن نندد بمثل هذه الاعتداءات القاتلة، والإسلام ليس مسؤولا عنها. أين الإعلام العربي الإسلامي المسؤول في
      التدقيق والمتابعة وكشف الملابسات؟
      
السلطة السياسية والإعلام:
 يتبع..
                                                                                      محمد رياضي
                                                                                       الدار البيضاء، أكتوبر 2012

حيرة وجود..

  حيرة وجود .. سمة حورية أسطورية، وعناد نخوة جاهلية، وكبرياء أنثى إنسان، بملامح طفلة غامضة دائمة الحزن والابتسامة، صادفها في حيرة وجود، تا...