vendredi 2 novembre 2012

الحكاية الثالثة (1): الإسلام وإساءة براءة الغرب (L'Islam et l’offensante innocence de l’Occident (I

متى نجعل من إنسانيتنا قضية؟
العربي أنا وحكايات الإنسان الآخر!

الحكاية الثالثة (1/5):                                                             الإسلام وإساءة براءة الغرب
                                                                                       من المسؤول ؟

إهداء : إلى أي مسلم إنسان، يناضل بقناعة أضعف الإيمان كواجب الفرد تجاه دينه وهويته وإنسانيته، في ظلال النكسات المذلة، وخذلان الدكتاتوريات المتواطئة، وحرقة شماتة "جولدا مايير" المسيئة لكل عربي ومسلم:"عندما أحرقنا القدس لم أنم طيلة الليل، وتوقعت أن العرب سيأتون نازحين من كل حدب وصوب نحو إسرائيل، فعندما بزغ الصباح علمت وأيقنت أننا أمام أمة نائمة."

             الإساءة، حرية إرهابية:
             مع أواسط العشرية الأولى من الألفية الثالثة، بذريعة الحرية الفكرية، تزايد العنف اللفظي، والاستفزاز العرقي ضد الإسلام والمسلمين في الغرب، عبر نشر، وإعادة نشر، الرسومات الكاريكاتورية المسيئة إلى النبي محمد (ص)، ورفع شعارات معادية للإسلام، بالإضافة إلى سخافة أشرطة مشاهد تافهة، بعيدة عن فنون الإبداع الدرامي السمعي البصري بكل أصنافه، تسيء إلى النبي محمد (ص)، والإسلام، والعرق العربي على العموم. تستند، بغير شك، إلى قاعدة عنصرية متطرفة، مستمدة من ذهنية صليبية استعمارية، مدعمة بمزاجية قانونية احتيالية، متسامحة مع إرهاب الإساءة، والاستفزاز العنصري، بالدفاع وتبرئة المتحاملين على النبي محمد (ص) والإسلام، مما جعله بالتالي موقفا سياسيا رسميا للأنظمة والمؤسسة الحكومية في الدانمرك، النرويج، هولندا، ألمانيا، إيطاليا، سويسرا، فرنسا وغيرها.. موقف غريب وغير إنساني، يتعارض والمواثيق الدولية، وقوانين المجتمع الأوروبي نفسه الذي يحظر المس في شرف السيدة مريم العذراء، والتشخيص المسيء للشخصيات والمقدسات الدينية. فأين الموقف العربي الإسلامي الموحد من هذه المزاجية الغربية العنصرية المعقدة؟ 



         أزلام المؤامرات والإسلام:
            العالم مليء بصغار العقول، والقلوب المريضة، صدورهم مشحونة بالحقد المجاني، فوضويون، غير عابئين لا بدستور الأرض، ولا بعدالة السماء، يتواجدون في كل مجتمعات الأرض، مستعدون لكل ما هو دنيء وحقير، إنهم أزلام المؤامرات المحلية والجهوية والعالمية. نفسية خرقاء، عربية وعجمية، تفقد الاستقرار، وتعيش على الهامش، وتُستخدم في افتعال فتن وحروب هنا وهناك، ولإطاحة، من حين لآخر، بهذه الشرعية أو تلك، على مدى مراحل متعاقبة من زمن الهيمنة الاستعمارية وسياسة الاستغلال التي تشكك في الإيمان الروحي، وتلغي الحس الوطني والقومي والإنساني على العموم. سعيها السيطرة على عقل الفرد، والتحكم في مصير العالم، وربما يراودها وهم تدبير خطة خبيثة لنشوب حرب عالمية ثالثة، يدور رحاها المدمر في المنطقة العربية، لاستغلال ثرواتها، وجعلها مقبرة الجحيم للمسلمين والعرق العربي على العموم. لهذا، من حين لأخر، العقول الفاشلة، بشعار حرية الرأي والتعبير، وبدعم وقح  للقوى السياسية العنصرية المساندة بالقانون الاستحواذي، تتطاول على الإسلام، وتستفز المسلمين بالإساءة إلى النبي محمد (ص)، خاتم الأنبياء، جوهر روح المسلمين، الجامع للوجدان والفكر الإسلامي الإنساني، فلماذا تتطفل عليه العقلية الغربية الفاسدة، وتتعمد إحراق وجدان المسلم؟ ألتذله، وتلغي عقله، وتتحكم في مصيره؟ وعندما لم يعد طائعا لهواها، تتدبر أمر فضحه وتشويهه، وجعله فريسة شعبه، وأضحوكة التاريخ، كما وقع لبعض الأنظمة العربية المستبدة، خونة أوطانهم والقضية العربية؟ إنه شكل من الاستغلال العنيف، في استرقاق ضعاف النفوس، وافتعال الأحداث، وخلق أي رأي عام عدواني، يبرر أي تدخل أو غزو إرهابي فردي ودولي، لذلك لن يتعب الاستعمار الجديد في إيجاد، من حين لآخر، في حضيض مجتمعه الوغد التافه للتحامل على الإسلام، واستثارة غضب المؤمنين، وتحريض القلوب الساذجة، التي تسترزق بالدين، إلى خلق الفتن، ويجعل من الحقير المُسخر  بطلا رمزيا للحرية والصليب، ومن السذج المتمسلمين حطب النار المفتعلة لتبرير إساءته البغيضة ضد الإسلام، إنها الصورة الرمزية لبطولة الاحتيال في ديمقراطية الاستعمار الجديد.

  
              ديمقراطية الاحتيال والإسلام:
              تنبني ديمقراطية الاحتيال الغربي على تحالف مبيت بين السلطة السياسية والإعلامية والقانونية المتطرفة، في دعم وتبرئة مجرمي إرهاب الإساءة والإقصاء العنصري، والإخلال بالتزامات المواثيق الدولية، فشيء طبيعي أن يتزايد الإرهاب الروحي والفكري ضد الإسلام، والاستفزاز العرقي ضد المسلمين. فقبل أيام سببت سخافة طيش لقيط وجد مهده في أرض العم سام،  غضبا إسلاميا في الوطن العربي، وبقاع أخرى من العالم، وأشدها عنفا الحادث الذي أودى بحياة السفير الأمريكي في ليبيا، باعتبار أن اللقيط الطائش تبنته الجنسية الأمريكية، وهو عبارة عن مهزلة شريط لقطات تافهة، لا مصداقية له مضمونا وفنيا، ألزموه عنوانا حساسا مستفزا لمشاعر المسلمين "براءة المسلمين"/   The innocence of Muslims، وبعدها، يدعون في خرجاتهم الصحفية أن الشريط المهزلة لا يهدف إلى مهاجمة المسلمين، ولكن إلى إظهار العقيدة المدمرة للإسلام. لنساير الغبي على حد بلادته، فهل إظهار العقيدة المدمرة للإسلام هي الإساءة إلى النبي محمد (ص)؟ ماذا تريد أن تقول السلطة السياسية الأمريكية بهذا التبني المتعصب المغلوط؟ ما الغاية من ذلك؟
·        أين إعلان الأمم المتحدة للقضاء على جميع أشكال ومظاهر التمييز العنصري ؟
·         أين قوانين المجتمع الغربي التي تحضر وتجرم الإساءة إلى الشخصيات والمقدسات الدينية؟    
·         أين المواثيق الدولية التي تقوم علي مبدأي الكرامة والتساوي؟
·        أين المواثيق الدولية التي تجرم إثارة الفتن على أساس العرق أو اللون أو الدين؟ 
·        أين إعلان الأمم المتحدة في تحقيق التعاون الدولي دون تمييز بأي سبب من الأسباب؟
·        ...

             أم هي ديمقراطية التفرقة والسيادة العنصرية؟ لا داعي لذلك، فدكتاتوريات مستعمراتها، رغما عنها، كانت وفية لشروط الطاعة الواجبة للبقاء على سلطة النفوذ، لكن إلى متى؟ فمهما طال زمن الفساد والذل يثور غضب الأرض الأصيلة، وتنقلب على سادة فسادها، فالتاريخ لا يرحم، تذكروا الانتفاضات الشعبية في العراق، تونس، مصر، ليبيا، اليمن، ومنذ أكثر من 18 شهرا في أرض الشام العربية، وستنتصر بإرادة الشعب، مهما أخرها، على حساب تقتيل المواطنين، وتدمير الوطن، ضغط مساومات المصالح الغربية والشيوعية والإيرانية، وينتهي حكم استبداد آل الهررة بلا رجعة.

            أم هي مؤامرات مؤسسات اللوبي الصهيوني؟ ربما، لكن ليس فقط الإسرائيلي، فالعربي والمتمسلم لهما دور فاعل أساسي وداعم في تقوية التبعية الذليلة وهيمنة طغيان قوى آل صهيون في الشرق والغرب.

        لكن ما يحيرني ليس ماذا تريد أمريكا، والغرب عموما، أو، كما يصيح الكثيرون، المؤامرة الصهيونية؟ بل ماذا أوصل مثل هذا البغيض النكرة، حضيض المجتمع الإنساني، إلى جمع المال وإنتاج تفاهة مشاهد تسيء إلى النبي محمد (ص)؟ 

        الجواب، الذي يتبادر إلى الذهن، بسيط، واضح وجلي للعموم، بطبيعة الحال ضعف الإيمان، ومؤامرة الصمت المتبادل، وخذلان مساومات الأنظمة العربية، التي أزاحتها الثورات الشعبية الأخيرة، وكشفت خفايا تاريخها الخائن، وطنيا وقوميا.

            التحديات والإسلام: 
يتبع..
                                                                                      محمد رياضي
                                                                                                 الدار البيضاء، أكتوبر 2012

حيرة وجود..

  حيرة وجود .. سمة حورية أسطورية، وعناد نخوة جاهلية، وكبرياء أنثى إنسان، بملامح طفلة غامضة دائمة الحزن والابتسامة، صادفها في حيرة وجود، تا...