jeudi 6 décembre 2012

الحكاية الثالثة (5): الإسلام وإساءة براءة الغرب (L'Islam et l'offensante innocence de l'Occident (V


 متى نجعل من إنسانيتنا قضية؟
العربي أنا وحكايات الإنسان الآخر!

الحكاية الثالثة (5/5):     الإسلام وإساءة براءة الغرب
                             من المسؤول ؟

إهداء : إلى أي مسلم إنسان، يناضل بقناعة أضعف الإيمان كواجب الفرد تجاه دينه وهويته وإنسانيته، في ظلال النكسات المذلة، وخذلان الدكتاتوريات المتواطئة، وحرقة شماتة "جولدا مايير" المسيئة لكل عربي ومسلم:"عندما أحرقنا القدس لم أنم طيلة الليل، وتوقعت أن العرب سيأتون نازحين من كل حدب وصوب نحو إسرائيل، فعندما بزغ الصباح علمت وأيقنت أننا أمام أمة نائمة."
 
ماذا قدمت للإسلام؟
قال رسول الله، صلى عليه وسلم: "من رأى منكم منكراً فليغيره بيده، فإن لم يستطع فبلسانه، فإن لم يستطع فقبله، وذلك أضعف الإيمان."


   فضائيات أفلام الإساءة:
               نتيجة التطور السريع لتكنولوجيا الاتصالات والإعلام، وغياب تشريعات مقننة للفضائيات، اقتحمت، بشكل عشوائي، الفضاء العربي الآلاف من القنوات الفضائية العالمية، والعربية لوحدها تفوق أكثر من 600 فضائية، وسيتضاعف عددها، أكثر وأكثر، بسبب الطلبات المتزايدة للاستثمار في هذا المجال. ونتيجة لذلك تغزوا البيت العربي الإسلامي العديد من الفضائيات، بعض منها تسيء إلى الإنسان العربي بتقديم صورة مقرفة وحقيرة عنه كمسلم، ولا من يحرك ساكنا إلا بعض أقلام الصحافة المكتوبة الغيورة، التي يقل حضورها المؤثر أمام هيمنة الإعلام المرئي- المسموع. فمثلا قناة فضائية مختصة في تقديم بعض تفاهة بوليود، بلا حرج تعرض أفلاما هندية، على قمر اصطناعي عربي، تسيء للمسلمين، وتمجد عظمة وهمية لستالون أو شفارزنغر الهندي، ولا يعنيني النزاع الحدودي بين الهند وباكستان فهذه مشكلة محلية، وعليهما حلها بالسلم بالحرب، بأية طريقة، وليس بجعلها أزمة استلهام لاستفزاز المسلم، في صياغة عدوانية ساذجة. فمشاهد العنف والاعتداء الهمجي مرفقة بالباكستاني، ليس لأنه باكستاني، ولا لأنه معتدي أو صاحب حق، وإنما فقط لأنه مسلم، وإدارة القمر الاصطناعي، العربي، لكامل الأسف، لم تتخذ أي إجراء ضد القناة الفضائية.. لا توهموني بأنها لم تبالي بالإساءة، فلماذا أوقفت بث قنوات أخرى بدعوى عدم احترامها لشروط البث؟ ما هي هذه الشروط؟ ما موقف الأنظمة والحكومات العربية والإسلامية من ذلك؟ أم أنها تدخل في خانة الحرية الإعلامية بمفهوم ديمقراطية الاستغلال الغربي؟

                       
   
        الوحدة وقضية الكرامة والإعلام العربي:
            أين الإعلام العربي من الوحدة العربية الإسلامية؟ فمقومات الوحدة المشتركة متوفرة: وحدة الدين، والإسلام يذيب الخطيئة والفوارق، ويعزز أواصر الإخاء والتضامن والتعاون؛ وحدة اللغة، وسيلة التعبير والتواصل، وانتماء لأمة واحدة؛ وحدة جغرافية، منطقة مشتركة تمتد من المحيط غربا إلى بحر العرب والخليج العربي شرقا، وبالإضافة إلى كل هذه المقومات، هناك المصلحة المشتركة السياسية، الاجتماعية، الاقتصادية، والعسكرية، مما يقوي حتمية ضرورة الوحدة العربية المشتركة.. فما أعاق تحقيقها إلى الآن كمشروع سياسي، اقتصادي أو عسكري؟ أرجوكم، لا تقولوا إنها الصهيونية، أو أمريكا، أو أوروبا، لقد مللنا هذا العصير الكلامي.. بل الآفة في مزاجية السلطة السياسية، القائمة على الطغيان والنرجسية المريضة، التي تعتبر نفسها شمس الوجود، حتى احترقت بحرارة شمسها المفرطة، كالقذافي، بن علي، مبارك، صالح، والهر المسعور بشار.. ومثل هذه الذهنية المتسلطة بقوى خارجية، وتعتيم إعلامي رسمي متواطئ، أعاقت تحقيق أي مشروع وحدوي داخلي؛ وبيت القصيد في تحقير العرق العربي، المسلم على الخصوص، يكمن في أرض الكرامة فلسطين، التي شوهتها مساومات بعض الأنظمة الخائنة، لتُسقط عنها صفة القضية العربية، والمسيرات الشعبية في العواصم العربية والإسلامية، التي تنتفض من حين لآخر، خير دليل على عروبتها، والاحتجاجات الشعبية التضامنية في الغرب تزيدنا إيمانا بعروبة قضيتنا، وشرعية فلسطين الوطنية والتاريخية والإنسانية. فهو الشعب الوحيد الذي لا يزال يرزح تحت وطأة المستعمر، وما دامت لم تحرر أرض الكرامة سنبقى، من "الرئيس إلى الرضيع"، ضحية الإهانة والتحقير الذليل. لماذا؟

           هل المشكل في الفلسطينيين؟  لا أعتقد ذلك، فالصراعات الفلسطينية الفلسطينية حالة صحية طبيعية، وعاشتها كل الدول العربية والإسلامية عند مقاومتها الاستعمار، وفي سنوات الصراع من أجل السلطة عند الاستقلال، ومع الشعب الفلسطيني البطل تشتد الصراعات أكثر حدة، لأنه شعب ثوري، ترعرع في النضال والكفاح والمقاومة، شعب متعلم، مثقف، واعي، وله تاريخ، ويؤمن بوطنه.  

            هل المشكل في تقدم الغرب؟ لا أعتقد، لأننا لا نعاني من ذلك، فنحن شعب مستهلك، والسلطة قمعت حرية الإبداع والرأي والتعبير، مما ترتب عنه هجرة العقول والكفاءات إلى الغرب، وساهمت، ولا تزال، في تقدم الحضارة الإنسانية.

            هل المشكل في الشعب العربي؟ لا أعتقد ذلك، فالسلطة السياسية خلقت فيه حالة الاستلاب، وزعزعة الكيان، وفقدان الثقة، لكن الإيمان لا يموت، إنه كالبركان، يخمد إلى حين، والثورات العربية أكدت ذلك.

            هل المشكل في الأنظمة العربية وحكوماتها ؟ أكيد، لكن ظاهرة السلطة العربية الكلاسيكية المستبدة، التي تعتمد شرعيتها بالقوة والعنف لفرض الطاعة وتدبير الشأن العام، تُجوزت، ولم تعد تُرعب الشعوب في زمن العالم قرية صغيرة، باتت السلطة السياسية المعاصرة تستمد مشروعيتها، وضمان استمراريتها، من الشرعية القانونية المقيدة بمبادئ الديمقراطية السياسية والاجتماعية الضامنة للأمن، المساواة، العدالة، وكرامة المواطن الإنسان، المبدأ القوي الذي يميز السلطة السياسية الغربية، فالمواطن ثروة بشرية، ركيزة شرعيتها، قوتها، وديمقراطيتها مع شعوبها.


        
    الضمير والوعي بأضعف الإيمان:
             كفى استسلاما..كفى خذلانا.. كفى استصغارا وتحقيرا للذات.. كفى.. فديمقراطية السيادة الغربية الاستغلالية، بتواطؤ مزاجية السلطة السياسية العربية الانتهازية، ترغب اعتقالنا، الشعب العربي، في اكراهات الحياة المعيشية، وتطمع في كراهيتنا لأنفسنا، ونقتنع، بإيمان عميق، بأن  الغربي المتطرف العنصري عادي في إرهابه، والمسلم إرهابي بعقيدته، ولن يتحقق لها ذلك، لأنها قضية مصير، مصير فرد وشعب وأمة، مما جعلها قضية شخصية، شخصية السلطة السياسية، وشخصية الذات الفردية، وشخصية الشعب الجماعية، وكل شخصية، من موقعها الخاص، تتحمل مسؤوليتها أمام الضمير الديني، والعرقي، والتاريخي.
         
            على الأنظمة والحكومات العربية الإسلامية تحمل مسؤوليتها بأمانة دينية وتاريخية، فالله يمهل ولا يهمل، والتاريخ لا يرحم، ولن تنفعهم أبواق فثاوي الأرواح البلهاء، التي تنزه، من حين لآخر، بعض القادة، وترفعهم إلى قمة  أعلى من درجة النبي، فهم مصدر الاستفزاز والإساءة، وتخاريفهم تشجع الغربي المهمش على التطفل على النبي محمد (ص) والإسلام، وعلى هذه الأنظمة منع ومعاقبة من يتقول بالتفاهات والحكي الخرافي عنها، فلن ينفعها لا في الدنيا ولا في الآخرة، لأنه إبليسي المبدأ.


          وفي إطار تقوية الحس الديني، والتعريف بالإسلام وقيمه الإنسانية، وخصال شخصية الرسول محمد (ص)، على الأنظمة والحكومات العربية الإسلامية خلق لجن لحقوق الإنسان المسلم للتواصل مع المراكز الثقافية، والمنظمات الحقوقية، والجاليات الإسلامية، والمؤسسات الدولية القانونية والإعلامية عبر العالم، من خلال تنظيم، بتنسيق مع الجامعة العربية، محاضرات وحوارات دينية وفكرية وقانونية في الجامعات والمعاهد الغربية، وعدم التجاهل والتساهل مع أية إساءة تمس النبي محمد (ص) والإسلام، والعمل على كشف الاعتداء اللفظي، وفضح المتورطين، بالحجة والدليل، ومقاضاتهم، والتحريض الإعلامي على مقاطعة منتجات دولهم، أو التي تبنتهم، لإرغامها على الاحترام المتبادل، والالتزام بالمواثيق الدولية.


           وعلى الإعلام أن يصنع تجاوبا إيجابيا بين الأحداث وقلوب المشاهدين، أن يخلق تفاعلا بين الصورة والعين والأذن، وليس حسبنا أن نتوفر على العديد من القنوات، الأرضية والفضائية، بل ماذا نقدم؟ وكيف نقدم؟ وكيف نصنع إعلاما مميزا بمضامينه وأشكاله الأدبية والفنية. وهذا لن يتأتى إلا بالحرية الفكرية، واستقلالية العمل الإعلامي، ضمان الاجتهاد والإبداع التنافسي، وبالتالي يمنح إعلاما مسؤولا وفعالا في تحقيق التواصل والإخبار، والترفيه، والتثقيف، والوعي الفردي والجماعي؛ فلا داعيا للاختفاء تحت الغربال والثرثرة والصراخ والعويل الهستيري باسم الدين، بل بالإقناع ومصداقية اللغة السمعية البصرية، وخطة إستراتيجية في خلق تحالفات وشراكات مع مجموعات إعلامية عربية وعالمية لتسخيرها في دعم مواقفنا وقضايانا المصيرية..   


            وعلى المسلم، المواطن الفرد، النواة المكونة لأي مجتمع، أن يتحمل مسؤوليته الفردية تجاه نفسه، والجهاد، على الأقل، بأضعف الإيمان، جهاد المقاطعة، مقاطعة منتوجات الدولة المنتجة لعنف الإساءة، لا ينتظر خطابا سياسيا رسميا في الموضوع، ولا يبرر ضعفه ولامبالاته بنذالة الآخر، العربي الانتهازي المتمسلم، غير الملتزم بالموقف واحترام الذات، فكل مواطن مسؤول عن نفسه، من موقعه الخاص، كفرد مسلم إنسان يحترم نفسه، إيمانا بحديثه ص: "إذا تبايعتم بالعينة، وأخذتم أذناب البقر، ورضيتم بالزرع، وتركتم الجهاد، سلط الله عليكم ذلا لا ينزعه حتى ترجعوا إلى دينكم."

         فلنجاهد، على الأقل، بأضعف الإيمان الفردي، النابع من عمق ضمير الفرد المكون للضمير الجماعي، كإنسان يحترم وجوده ليحترمه الآخرون. بطولة عفوية، لكنها محكمة بإيمان قوي بجوهر القضية؛ إنها رمزية البطل المجهول، المكون لجوهر الفرد، والشخصية الجماعية المكونة للشعب، ولأمة تجاوزت مليار مسلم.
إن كانت الحرية تُؤخذ ولا تُعطى، فالاحترام يُفرض ولا يُمنح.
                                                                 
                                                                               محمد رياضي
                                 الدار البيضاء، أكتوبر 2012





حيرة وجود..

  حيرة وجود .. سمة حورية أسطورية، وعناد نخوة جاهلية، وكبرياء أنثى إنسان، بملامح طفلة غامضة دائمة الحزن والابتسامة، صادفها في حيرة وجود، تا...