mardi 31 mai 2011

!سياسة الاستغلال والإرهاب


سياسة  الاستغلال والإرهاب!
كل ما يولد ألاما معنوية نفسية هو إرهاب عنيف في حق الإنسان!
التباس في الكلمة!
بعد التفجيرات العنيفة التي هزت مركز التجارة العالمي وقصف البنتاجون في 11 سبتمبر 2001،  وما تلاها من عمليات دموية في أماكن أخرى من العالم، والولايات المتحدة الأمريكية، بأجهزتها الرئاسية والإعلامية والأمنية والسياسية والعسكرية، تطارد الإرهاب، دون تحديد مفهوم عالمي موحد لمصطلح الإرهاب. ولغويا فقد ألصق وصف "الإرهاب" بالجريمة السياسية، لاعتماد مرتكبيها سبل العنف القاتل والمدمر للحياة العامة البريئة، الفردية أو الجماعية، لتحقيق أهداف سياسية أو دينية أو إيديولوجية، إنها وسيلة ضغط لفرض اكراهات على الحكومات والمؤسسات، ويمكن أن يتجاوز حدود الوطن، ويأخذ صبغة دولية. إنه فعل عنيف دامي، يحمل ازدواجية دلالة "المقاومة والإجرام". وباعتبار أن منفذي عمليات أمريكا من أصول عربية ومسلمة، أصبح الإرهاب ملتصقا بالعربي المسلم، ومن تم فكل إرهاب، في ظل النظام العالمي، نظام القطب الأمريكي، كيفما كان شكله، فالمتهم من عرق عربي وعقيدة إسلامية. وتعمل الحملة الدعائية الأمريكية، بمساندة الغربية، على جعله، داخل ذهنية الرأي العام المحلي والدولي، وحشا همجيا شرسا، وذلك لتعبئة مشاعر العدوانية لمواجهته والقضاء عليه. وفي غياب تعريف قانوني دولي متفق عليه، يبقى مصطلح الإرهاب باهتا، ينتابه اللبس والغموض، لارتباطه بالحق والواجب؛ فمن يرى الحق حقه يراه الآخر تعصبا ، وتطرفا، واعتداء وإرهابا، مما يجعل القيم والمعايير نسبية، تختلف باختلاف المكان والتاريخ والثقافة؛ تنمو وتتطور وتتغير، مما يترتب عنه تأثير فعلي في تشكيل سلوك الفرد والجماعة، كنتاج تفاعل عوامل حيوية ومؤثرات اجتماعية، فتتعارض المواقف من مفهوم الحق والواجب باختلاف الدوافع السياسية والاجتماعية والعقائدية والنفسية، والمتغيرات الظرفية والمكانية؛ وما بين الإلزام، خوفا من عقاب القانون، والالتزام، كقناعة مبدئية خوفا من الضمير، يختزن لبس الكلمة، وتكمن صعوبة تحديد مفهوم عالمي موحد للإرهاب.
العنف و التغيير!
مما لا شك فيه، العنف مرتبط بالوجود الإنساني في صراعه  ودفاعه عن نفسه، والتفوق على غيره، واستمرارية بقائه، فتعددت الأهداف، وتنوعت الوسائل، واختلفت الأساليب باختلاف الاتجاهات النفسية والفكرية والدينية، وتطورت أشكال الإرهاب الفردي والجماعي، المحلي والدولي.. ومع الثورة الفرنسية (1793م) ، التي رفعت شعار "الايخاء - الحرية - المساواة"، تقوت ضرورة العنف الدامي لهدف التغيير الإصلاحي، حيث أعطت للعنف الثوري معنى وطنيا مقدسا، في بعده الاجتماعي والسياسي، كوسيلة ضرورية للقضاء على السلطة المطلقة المستبدة، وتأسيس أسس نشأة الدولة السياسية الحديثة. وخلال القرن العشرين تنوعت أهداف الإرهاب، وتطورت وسائله وأساليبه، فمنه ما اتسم بالعنف الإجرامي، وآخر طبعه  العنف السياسي، فالأول استبدت به مجموعات إجرامية منظمة، هدفها النهب والسرقة، والهيمنة على سوق المخدرات، وتجارة الأسلحة والتهريب والذعارة؛ والثاني يتضمن أشكالا مختلفة من العنف، منها الإرهاب الاستعماري، والإرهاب الدولي الإيديولوجي، وإرهاب الدولة، والإرهاب الطائفي، والإرهاب السياسي المضاد، الذي تتبناه جماعات ومنظمات، سرية أو لا شرعية، كوسيلة ضغط  على الأنظمة والحكومات، لتتراجع عن قرار سياسي، أو لإزاحتها وإرساء دعائم نظام جديد بقيم ومعايير سياسية جديدة.. والإرهاب في هويته العربية المعاصرة، تبلور كوليد سياسي متمرد على واقع عربي سياسي ـ اجتماعي يائس ومحبط، وواقع عالمي عنصري اضطهادي تستبد به الإدارة الأمريكية،  بممارسة الضغط الدبلوماسي، وفرض العقوبات الاقتصادية، والمقاطعة الدولية، والحصار التجاري، والغارات الجوية، ودعم، سري وعلني، للفصائل السياسية المؤيدة لسياستها الاحتكارية المطلقة، وتأييد جرائم الإرهاب والتطهير العرقي، وحروب دعائية منظمة وفاعلة في التوجيه وتحقيق الأهداف. وتستمد شرعية دوافع العنف الدامي ضد الإرهاب في الشرق الأوسط من مؤثرات نفسية تاريخية عقائدية صهيونية ناقمة، على خلفية الصراع العربي الإسرائيلي؛ وفي مواقف استثنائية منحازة، تبرر الإرهاب لمساندة أنظمة موالية لمنطق عقل وفكر و روح الفلسفة الأمريكية الاحتكارية، وأخرى استعمارية عدوانية تخدم مشروع الاستعمار التوسعي، ويضمن الإرهاب الأمريكي حمايتها بحق النقض "الفيتو" لمنع  إدانتها بأي إرهاب تعسفي ترتكبه ( نموذج  الصهيونية الإرهابية في فلسطين وضد دول المواجهة..). وتقدم الحملة  الدعائية الأمريكية تبريرات أخرى  لغزو و احتلال هذا البلد أو ذاك، بدعوى الإطاحة ب"القيادة الدكتاتورية"، أو لأنه "يأوي الإرهاب"، أو "يمتلك سلاح الدمار الشامل"، وغيرها من التبريرات التحايلية كمساعدة الشعب على وضع أسس نظام ديمقراطي بنسخته الأمريكية، "عربي مسلم  الكيان" "أمريكي الروح"، إرهاب استيلابي يفقد خصائص الهوية.
وموازاة مع الحملة الأمريكية ـ الأوروبية غير العادلة، تتوعد منظمات عربية (منها صنيعة إدارة أمريكا الثمانينات، وأخرى انشقت أو انبثقت من الواقع المتخلف، وتفاعلات الظروف المزرية، والانتكاسات المتلاحقة التي يعيشها العربي) بالمزيد من الأجساد الموقوتة؛  فأصبح الإرهاب ظاهرة عابرة حدودية تفرض نفسها في الواقع المعاصر، و تهدد أمن وسلامة الإنسان.
أي ظروف قاسية تولد شخصا يجمع بين اليأس والإرادة لتفجير نفسه، ليقول "أنا انفجرت إذا أنا موجود"؟
الواقع وثقافة الاستبداد!
غداة تحرير معظم الدول العربية، وقيام جمهوريات، اثر انقلابات ثورية، شعبية أو عسكرية، على الملكيات التقليدية، لدوافع أهمها رفض حق وراثة واحتكار السلطة، وخيانة الوطن، تبنت الأنظمة الجديدة، تحت غطاء إيديولوجي، إرهاب الدولة كإحدى الوسائل الأساسية في الخطة التأسيسية لأنظمتها، ومع أن "كل تنظيم يحمل من حيث المبدأ ، بذرة الاوليغريشية"، انحرفت الزعامات عن طموح و هموم شعوبها،  واستسلمت لنزواتها المزاجية، وارتدت إلى ما ناهضت وتمردت عليه، وصلبت قبضتها الحديدية على صانعيها، وذللت تبعيتها الخارجية؛ فاضطهدت الذهنية السلبية أية حركة نهضوية  تقدمية تطلعية، حيث  عمدت على اختطاف واغتيال واعتقال مثقفي الفكر المضاد، الذين تجرؤوا على  نقد الواقع، ووضع الأنظمة وحكوماتها على محك التساؤل؛ وأفرخت سياستها القمعية أحزابا إدارية لقيطة، تدعم ثقافة الاستبداد  والانحراف السياسي، وافتعلت هيآت مدنية انتهازية وصولية،  ونهجت أسلوب الاحتواء والاستبعاد مع الحركات الأصولية، التي خلفت الظاهرة الأفغانية، وأنشأت حركات فقهية تحايلية،  تكرس السلبية الاتكالية،  ولم تتوقع يومها أن التجربة الأفغانية ستقوي حضور حركات دينية مناهضة وأخرى متطرفة.. وعمل إعلامها الرسمي على تمويه الحقائق لخلق الوعي الخاطئ، وترسيخ ثقافة الإجماع، تبرر الاستغلال والاستبداد والقهر، وتهيء المواطن نفسيا لقبول بأمر الواقع،  فبادرت بعض الأنظمة الجمهورية إلى إقحام تعديلات على دساتيرها الوطنية لتوريث السلطة، منها من حالفها استبداد أجهزتها القمعية التسلطية، إرهاب التزوير؛ كما لم تتردد بعض الأنظمة غير المستقرة، في التشجيع على الخيانة الوطنية بافتعال حركات انفصالية وهمية ( نموذج النظام الجزائري في الصحراء المغربية) ؛ وعندما تنتفض فعاليات حقوقية وسياسية وثقافية، وتدخل في إضراب غير محدود عن الطعام، كشكل من النضال، تواجه بتجاهل السلطة لانتهاكاتها وأخطائها السياسية (إرهاب السلطة)... وتتعدد أشكال إرهاب الدكتاتورية العربية.
بعد هذا الجرد المقتضب لطبيعة السلطة العربية، وتأثيرها في سيكولوجية الإنسان العربي المقهور، لا أعتقد أن "الإرهاب" له علاقة مباشرة بجوهر الدين الإسلامي، وبالعوامل الاجتماعية السلبية كالأمية والفقر والتهميش، والبطالة،  لأنها ظواهر ملازمة للأوضاع  الاجتماعية العالمية، بطبيعة الحال مع تفاوت النسبية وخصوصية طبيعة الثقافة السائدة في أي مجتمع. واشتداد حدتها تدفع إلى اندلاع انتفاضات وتظاهرات شعبية ساخطة على واقع البطالة والفقر والتهميش (نموذج الانتفاضة الدامية في بيونيس ايريس بالأرجنتين في دسمبر 2001 ، انتفاضة ضواحي باريس (اكتوبر/نونبر 2005) طالت مدنا فرنسية أخرى، وعبرت الحدود إلى الدول المجاورة، فرنسيون من أصول مهاجرة، قاسمهم المشترك الاندماج  بما يوفره لهم  شعار الثورة الفرنسية، من حق العدالة، المساواة، ولقمة حياة كريمة...). باللإضافة إلى أن الانحراف الاجتماعي يساهم في تفشي الفساد الأخلاقي والجريمة بكل أشكالها،  فنظرة المجرم إلى الحياة تختلف عن نظرة الشخص الذي ينسف ذاته من أجل قضية مصيرية.. المجرم أناني، عدواني، وجبان، يعتدي على السذج والضعفاء، وليست له القدرة على تفجير نفسه، بل من أجل إمتاعها بأتفه الملذات يرتكب حماقاته وجرائمه السادية.  فالإرهاب المعاصر الموقع بالعربي بعيد عن التفسيرات التي تربطه بجدور التطرف الديني والتحليلات الاقتصادية - الاجتماعية، خصوصا إذا أخذنا بعين الاعتبار أن منفذي تفجيرات أمريكا من أسر ميسورة (حسب ما نقلته مختلف وسائل الإعلام العالمية و العربية)، منهم من تابع دراسته  في العلوم التقنية المتعمقة في مؤسسات أوروبية وأمريكية؛ العالم المتمكن من أدوات الحداثة والثقنية المتقدمة، الذي طالما تشدق بالحرية الفكرية والدينية والديمقراطية الشاملة، وقدم الملاذ لأشخاص هربوا من الطغيان،  وجعل منهم  شخصيات إسلامية، وفر لها حرية التعبير والحركة والنمو. واليوم يعلنها حربا ضارية ليتخلص منها لاعتبارات عنصرية، دينية وعرقية.
دكتاتورية عربية وائتلاف مسيحيصهيوني!
فإذا كانت الثورة الفرنسية منعطفا داميا ضروريا في تاريخ فرنسا و أوروبا، حيث وضعت أسس الدولة  الديمقراطية بأشكالها الحديثة، فأي واقعة سياسية عنيفة برزت كمنعطف ضروري غير مجرى التاريخ العربي المعاصر ، إن استثنينا مبادرة القائد العربي جمال عبد الناصر، التي نسفت  في المهد بالإتلاف الثلاثي "فرنسي ـ أنجلو ـ أمريكي"، راعي وحامي "إسرائيل" ..؟  وظل الائتلاف الثلاثي يتربص أية صحوة عربية، فبعد جرأة القومية الناصرية، لم تقدم الأنظمة الجديدة أي مشروع نهضوي، ربما كانت الحركات التحررية، إبان مقاومة الاستعمار، حبلى بنطف فاسدة ، انبثقت منها زعامات طموحة ، أخفت تحت ملامحها  الشعبية الثورية آنذاك ميولات نفسية رجعية جشعة، قضت على الأحرار، والأفكار التقدمية في فجر الاستقلالات المشروطة، (اغتيال فرحات حشاد في 1952، اختطاف أحمد بن بلة في 1956، اختطاف وتصفية المهدي بن بركة في 1965...). ووجدت الزعامات ضالتها في الحرب الباردة بين الشرق والغرب، واستمر فكر الخطيئة، ثقافة استبدادية تلتزم بسياسة القهر ، وانتهاك حقوق الإنسان العربي، والانحراف السياسي. وتراكمت عوامل سلبية كثيرة متداخلة، سياسية واجتماعية واقتصادية وعقائدية، فأثمرت التمذهب، والنفاق السياسي والاجتماعي والثقافي والديني، والولاء الانتهازي إلى درجة  الخيانة. وتفاعلت تأثيرات اليأس والقلق وتبخيس الذات العربية،  وطغى الحزن والإحباط على نفسية العربي، المواطن والإنسان، فاجتر بؤسه العميق، بردود انفعالية خفية، وسط واقع ينعدم فيه الشعور بالأمن، والسيطرة على المصير..
وبعد اطفاء جمرة الحرب الباردة، وتفتيت الإمبراطورية السوفياتية، وتدمير حائط برلين ، وتفعيل بنود حقوق الإنسان عالميا، وتوحيد أوروبا، وبروز تحديات العولمة بكافة أشكالها،  والثورة التواصلية الإعلامية الالكترونية، غزت القنوات الفضائية، العالمية والعربية منها، البيت العربي، واستعرضت عبر المربع السحري "التلفزيون" قضايا عربية آنية، وخفايا التاريخ السياسي العربي الحديث، من خلال برامج إخبارية، وحوارية، وتحقيقات مواكبة للأحداث العربية والدولية، مرفقة بقراءات ونقاشات عربية متضاربة، وبرامج وثائقية مدبلجة استفزازية ، تكشف طبيعة بعض االرءاسات العربية، وشروط وصولها لسلطة الحكم،  ليدرك المواطن العربي البسيط أنه تعرض، خلال سنوات الاستقلال ، لأسوأ استغلال سلبي، فافتضحت الحقائق التاريخية، وسقطت أقنعة الديمقراطيات المأجورة على كرسي السلطة. ومن الطبيعي أن يولد ذلك توترا نفسيا  يتجاوز طاقة الاحتمال، فبقدر ما تشتد وطأة ألم الحالة النفسية الاجتماعية والوطنية، والشعور بالدونية الداخلية والعالمية، بقدر ما يفقد المواطن احترامه لنفسه وثقته بمحيطه؛ ويحتدم داخله التوتر والميل إلى التمرد والعدوانية، ويتفاقم الحقد الداخلي الذي يهدد باندثار القوة الكامنة في أية لحظة، فبات المواطن العربي، رغما عنه، قنبلة إنسانية موقوتة، تنتظر فرصة الخلاص من اليأس وحياة الظلم.
الثقافة الإرهابية لعبة دولية!
ومن المفارقات الغريبة أن الإمبريالية الاستعمارية هي التي أنتجت الإرهاب الدولي في طابعه العدواني الإجرامي، شرعته في مؤتمراتها الكولونيالية (معاهدة سايكس بيكو ماي 1916، تصريح بلفور نونبر 1917، معاهدة فرساي 1919، اتفاقية سان ريمو أبريل 1920، معاهدة سيفر غشت 1920...)، ومارسته بأبشع الصور بواسطة المرتزقة والخونة لفرض سيطرتها على المستعمرات.  والتاريخ السياسي الاستعماري الأمريكي حافل بالخروقات والانتهاكات للشرعية الدولية من غزوات عسكرية، ومعاقبة الأنظمة، والتدخل في شؤون الشعوب. ففي حقبة الحرب الباردة، التي ساد فيها توازن القوى العسكري بين ضفتي الشرق والغرب، شهد العالم انتهاكات دولية لشرعية الدول الضعيفة، ضمن الصراع بين المعسكرين للسيطرة  على الأرض، بتمويل حروب العصابات، ودعم الانقلابات العسكرية، وتشييع جرائم الاغتيال،  والانتفاضات الانتفاعية، للاطاحة بأنظمة متمردة، وتنصيب أخرى موالية للتوجه الايديولوجي الأمريكي،  حينها استندت الإدارة الأمريكية في تبرير غزواتها الارهابية،  السرية والعلنية، بالتصدي للرعب الشيوعي، وحد النفوذ السوفياتي، وإقامة ديمقراطيات أمريكية في الشرق الأوسط، وأمريكا الوسطى واللاتينية، وآسيا، وإفريقيا، وأيضا في أوروبا. ففي أمريكا الوسطى مثلا، نجحت في نسف أنظمة، وتنصيب  أخرى موالية لسياستها الاحتكارية، في البيرو، بورتوريكو، جواتيمالا، هايتي، جمهورية الدومنيكان، نيكاراجوا، وجرينادا، والشيلي، وهندوراس، ومحاولة فاشلة في كوبا في 1961 لاسقاط نظام فيدل كاسترو، وفي البرازيل، وبنما ( آخرها في  1989 حين ألقت القبض على الرئيس الجنرال مانويل نورييجا في عقر رئاسته، ونقلته إلى الولايات المتحدة لمحاكمته بتهمة تهريب المخدرات، ونصبت بدلا عنه رئيسا آخر، يحمي سيطرتها على قناة بنما).. كما تدخلت في أفريقيا، بدعم العدوان الثلاثي على مصر في 1956، ويد خفية في تنحية القائد جمال عبد الناصر بعد ذلك، وتدبير انقلاب أمريكي بلجيكى في الكونغو في 1960 (أودى بحياة الرئيس الشرعي باتريس لومومبا، وتنصيب موبوتو سيسي سيكو، الذي أظهر مهارته الديكتاتورية على الشعب)، وفي تشاد، وفرض عقوبات اقتصادية على ليبيا في 1981، وقصف عسكري جوي فاشل لتصفية معمر القدافي في 1986، ومحاولة فاشلة للقبض على  الزعيم العسكري محمد فارح عيديد في الصومال 1992، وقصف جوي على السودان في عام 1998 (أعقاب ضرب السفارتين الأميركيتين في كينيا وتنزانيا وغيرها من الخروقات والتدخلات  الارهابية...وفي الشرق الأوسط والأقصى أيضا ( للانتفاع من النفط الأوسطي والأسيوي)، حيث قامت، بتنسيق مع المخابرات البريطانية، بإنقلاب على رئيس الوزراء الإيراني محمد مصدق سنة1953، وأعادت تنصيب الشاه محمد رضا بهلوي إلى الحكم، الذي أطاحت به الثورة الإسلامية في 1979؛ وبدرائع مختلفة، تدخلت في شؤون باقي دول ومشيخات الخليج، وفي الفلبين، واندونيسيا، وفيتنام، واستراليا، وأفغانستان، ومنغوليا، وكازاخستان.. وتواصل إختراقاتها وانتهاكاتها الدولية لإركاع أي نظام تحميه تمرد على إرهابها.
الإرهاب والدعاية الأمريكية!
إلى جانب  الحروب العسكرية والسياسية والاقتصادية، تلجأ الإدارة الأمريكية إلى دعاية فعالة، حرب نفسية مؤثرة، تستهدف عقل وفكر و قلب العامة، لتخلق الرأي العام المؤيد لتوجهها، وتقتل إرادة الخصم وتحطم معنوياته، وتغسل دماغه، لإعادة تشكيل فكره،  وفقا للتصور الإيديولوجي الذي تتبناه الدعاية؛ حرب إرادة ضد إرادة، إنه الوجه الأبشع للإرهاب الفكري. فالولايات المتحدة الأمريكية لا تلتزم الموضوعية في مكافحتها للإرهاب الدولي، تعتمد على دعاية ذاتية  تحايلية عنصرية منظمة؛ أسلوب تضليلي فعال، يتمكن من الفكر، ويصنع الرأي العام الذي يخدم توجهها الإيديولوجي، يجعل الشر خيرا، والمذنب شهما ، والضحية سفاحا، والشريف قوادا، والخائن مخلصا ، والمناضل إرهابيا، والارهابي مقاوما.. فمنطق  دعايتها يتجاوز الشرعية الدولية، تكتيك ممنهج ، ينجح في ارساء الثقافة الفكرية الإرهابية من خلال تصور مغلوط، وأسلوب دعائي تحايلي، يخلق الخصم الوهم، ويحيطه بهالة من الخوف والرعب والوحشية، ليثير المشاعر العدوانية المشروعة للتخلص منه؛ إرهاب ذهني فعال يصنع الرأي العام،  نموذج الحملة الدعائية ل "لجنة كريل"،  في عهد الرئيس الأمريكي وودرو ويلسون، التي نجحت في إثارة الرغبة الأمريكية في دخول الحرب الأوروبية؛ ونفس الوسيلة تبنتها في تبرير حرب فيتنام ، وغض النظر عن الفشل والهزيمة التي لحقت بها، ونفس الأسلوب نهجته الدعاية الأمريكية للتصدي للمد الشيوعي، وغيرها من الدعايات المبيتة، والمؤيدة من أعلى هيئة أممية لأمم المتحدة"، التي ترزح تحت الضغط الأمريكي، (كما حصل في قصف أفغانستان، وحروب الخليج  وغزو العراق واللائحة مفتوحة).
 ومنذ الثورة الخمينية، التي فاجأت الاستخبارات الأمريكية،  وما ترتب عنها من  تنامي المد الأصولي،  جعلت الدعاية الأمريكية من الشرق الأوسط منطقة تحكمها هستيريا الإرهاب، فاختلقت  عدوا وهميا عدوانيا ربطته بالإسلام، والإيمان الديني يبرر قتل العدو، وعليه يجب اضطهاد مصدر الإرهاب، والتخلص منه، مما يدعم إسرائيل في انتهاك حرية التعبير الديني والسياسي ضد المواطنين العرب في "فلسطين المحتلة"، وتتطاول على محاكمة القرآن من خلال صحيفة "صوت الحق والحرية"، التابعة للحركة الإسلامية داخل أراضي 48، بسبب نشرها تفسير آية قرآنية في شهر مارس 2004 ، باعتبارها تتضمن تقديسا وتحريضا على الإرهاب. فدعاية الائتلاف المعروف جعلته أعنف من إرهاب أمريكا الوسطى الذي انطلق أيضا من  الكنائس، بتحريض ودعم أمريكي، يقوم على فاعلية  العنف الإرهابي، وشرعية تصفية الخصوم السياسيين من أجل تحقيق مشروع إيديولوجي أمريكي في المنطقة الوسطى المجاورة، (التنسيق مع النظام البوليفي للقبض على أرنستو تشي جيفارا دي لا سيرنا، واغتياله في 1967). فالسياسة الأمريكية ترتكز على نسق ثقافي إرهابي، مبني على إستراتيجية استعمارية جديدة في حربها ضد الإرهاب، ،تعتمد منطقا ازدواجيا واضحا في التعامل مع القضايا العالمية والظاهرة الإرهابية، وفق تصور إرهابي عنصري واضح ضد حقوق الانسان العربي، ويتجلى بكل تحقير في قهر الحق العربي  مقابل  دعم غير مشروط للإرهاب الصهيوني المتعنت ضد أهل الحق الشرعيين؛ فبالنسبة  للعقلية العنصرية فإرهاب إسرائيل البربري ضد الشعب الفلسطيني ديمقراطي وحق مشروع، وأقل عنفا من تصريحات الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد، التي حركت حملة دعائية للائتلاف الثلاثي"فرنسا، بريطانيا، أمريكا"، استدعت بيانا إرهابيا أملته الإدارة الأمريكية،  وتبناه مجلس الأمم المتحدة. إنه النظام الاستعماري العالمي الذي يقوم على لغة الإملاء،  والضغط الدبلوماسي، والتهديد الاقتصادي، والغزو العسكري؛ يحاسب إيران على امتلاك القوة النووية ، في الوقت الذي يؤمن تفوق ترسانة إسرائيل العسكرية والنووية في الشرق الأوسط، ويرفض إدانة ارهاب الصهيونية الوحشي المستمر على أطفال الحجارة منذ انتفاضة الأقصى سنة 2000، وتواصل إرهابها الهمجي ضد النشطاء الفلسطينيين،  وفي المقابل يطالب ليبيا بإطلاق الممرضات البلغاريات اللواتي  اغتصبن، عن وعي أو دونه، طفولة بريئة بفيروس السيدا، وحكمن عليها بالموت المبكر. ويتجلى التحقير الواضح للعربي، أمام دعم معنوي للإسرائيلي، في إجبار الجمعية العامة على التبني بالإجماع قرارا يفرض  27 يناير  يوما عالميا لإحياء ذكرى ضحايا اليهود، ما يعرف ب "المحرقة النازية"، وإن كانت هذه الواقعة حقيقة تاريخية،  فالأوروبيون هم من أحرقوا اليهود و ليس العرب؛  تم الضغط على العدالة الإسبانية، لتدين الصحفي العربي تيسير علوني بتهم واهية من صنع خيال الإرهاب الأمريكي، رسالة استفزازية للعرب، أمام بكم عربي رسمي خجول، يوحي بأن سجن تيسير علوني الصحفي العربي الرمز، الذي قام بواجبه الإعلامي، اعتقال للوطن العربي.
تمرة استغلال وسياسة قمعية!
فإرهاب الشرق الأوسط، مظهر لأزمة نظام عربي ، نتيجة استبداد السلطة، وتوظيف السياسة الإعلامية، والمنظومة الفكرية، والحيل الفقهية لتبرير ثقافة الاستغلال والقمع  والتعصب ، والتحايل على الشرعية الدستورية والقانونية، لتأسيس صياغات سياسية احتكارية تسلطية جديدة ، وجعلها حالات ديمقراطية استثنائية تباركها استفتاءات شعبية انتفاعية انتهازية، بالإضافة  إلى توريط الجماهير العربية في نزاعات مجانية، وحروب حدودية مفتعلة، تتيح تبخيس الذات العربية والمسلمة، وتحقيرها عالميا؛ إنها قسوة النظام العربي الهش، الذي يتماهى  بالمعتدي الخارجي، ويستمد تسلطه القهري ضد المواطنين من تلك القوى الخارجية الضامنة لاستمرارية احتكاره للسلطة القمعية، فحصر الإنسان العربي في دوائر ضيقة، وأوضاع اجتماعية قاهرة وفاسدة، مسلوب الإرادة، ومنعدم أدنى شروط الديمقراطية التي استشهد من أجلها الشعب العربي قبل خمسين سنة. وحسب تقرير الفساد العالمي 2005، الذي نشرته منظمة الشفافية الدولية في أكتوبر الماضي،  فإن حجم الفساد الحكومي المدرك في العالم العربي يزيد على 300 مليار دولار سنويا،  وأقل دولة عربية فسادا، احتلت  الدرجة 28 عالميا، ويتعلق الأمر بسلطنة عمان،  تلتها الإمارات العربية في المرتبة 30، تم قطر32، البحرين36، الأردن37، تونس 43، الكويت 45، مصر، السعودية، سوريا 70، المغرب 82، لبنان83، الجزائر 97، اليمن 10، فلسطين 107، ليبيا 117، العراق13، وأكثر الدول العربية فسادا السودان في المرتبة 144 ( تبقى حقيقة التقرير نسبية، لامكانية اعتبارها أسلوبا للضغط أو لازاحة  أنظمة خارجة عن الارادة المطلقة للمخابرات الأمريكية).
 فثقافة الإرهاب ثمرة سياسات إرهابية اتبعتها بنجاح إدارة الولايات المتحدة الأمريكية في ارساء دعائم أنظمة دكتاتورية عبر العالم، وخلق منظمات مرتزقة لاستخدامها كأداة ضغط و إركاع الأنظمة التابعة وخلع المتمردة.. وبعد هجمات الحادى عشر من سبتمبر  الأمريكي الأسود، برز بحدة شعار "محاربة الإرهاب" ، ليبرر الغزو العسكري الأمريكي المدمر لأفغانستان في 2001، للإطاحة بحكومة وتنصيب أخرى تابعة لادارتها..  وبعدها دبرت الولايات المتحدة دعايات وأساليب لقيادة غزو عسكري دولي للعراق، ثاني أكبر احتياطي من البترول في العالم، تحت ذريعة البحث عن سلاح الدمار الشامل، والنهوض بالديموقراطية ، والهدف الأساسي هي الإطاحة بصدام حسين، الجندي العميل، في رتبة الرئيس الدكتاوتور، المتمرد، وإقامة جندي عميل متحمس ليكون حارسا على نهب ثروات بلاد صلاح الدين. ووقعت مهزلة سقوط بغداد، وسقوط رمزية القائد العربي من خلال صور الرئيس صدام  الكاريكاتورية التي تناقلتها مختلف وسائل الإعلام العالمية، واندلعت المقاومة، ولا يزال الاحتلال المستلب مستمرا، يحصد المزيد من الأرواح العربية داخل العراق وخارجه، حيث تلاحقت التفجيرات بقسوة داخل المدن العربية، تستهدف حياة العامة والأبرياء و لا تؤثر في القرار السياسي العربي؛ في حين  العمل الإرهابي المسيحي الصهيوني يستهدف الشخصيات التقدمية والثورية المؤثرة، ورجال المواقف السياسية الجريئة، والنشطاء الثوريين (اغتيال تشي جيفارا .. الزعيم اللبناني المسلم فريق الحريري... الكوادرالفلسطينية.. والعملاء المتمردين..).
وبعد تلاث سنوات تقريبا من الغزو المدمر، يستمر احتلال العراق، ومن أجل بسط نفوذها على الشرق الأوسط الكبير، العقلية الإستعمارية الاحتكارية، بمساندة الأرواح العميلة، مستعدة لاحراق شعب بكامله في العراق وسوريا ولبنان وإيران.. وفي عبثية يزداد يوميا عدد ضحايا العامة في العراق إلى مئات الآلاف من الشهداء، وفي خارج العراق أيضا،  تحصد عبثية الانفجارات الضحايا من العامة الأبرياء في مصر ، المغرب، تركيا، السعودية.... وانفجارات الأردن، التي هزت، مساء الأربعاء 9 نوفمبر 2005 العاصمة عمان، وأسفرت عن مقتل العديد من الضحايا، من بينهم المخرج العربي مصطفى العقاد موقع شريط "عمر المختار" و"الرسالة".. فأية رسالة تمررها العمليات الإرهابية؟ هل هي من فعل عرب سلالة عمر المختار؟ أم مفتعل باسم عرب، سلالة العبد الحبشي؟ الوحشي الذي تصيد حمزة بن عبد المطلب في معركة أحد، وسدد له ضربة رمح قاتل ، تلبية لرغبة هند بنت عتبة، مقابل انعتاقه وثرائه، ولم يكفيها موته، ولتشفي غليلها الثأري لأبيها، وعمها، وأخيها وابنها أمرت  العبد الوحشي بتمزيقه لتمضغ كبده.. وتواصل ذرية هند غدرها بتبرير الإرهاب الدولي الأمريكي الغربي على العرب والإسلام، والضحية دائما هو الشعب العربي، المغلوب على أمره،  والمأخوذ على غفلة منه. وتعمق الشرخ داخله، وتصدع  كيانه، بين مؤيد ومندد وآخر لا يهتم، والآن توهم الدعاية الأمريكية الرأي العام العالمي والعربي بإمكانية مكافحة الإرهاب في مسقط انبعاثه، الذي يعيش  أزمة الديمقراطية، مما تولد عنه تفريخ الإرهاب القاتل، وبذلك تحمل المسؤولية للأنظمة العربية والإسلام، وتهدد علانية بإمكانية العدوان المسلح في أية لحظة، والتدخل في شؤون النظم القائمة بذريعة مكافحة التطرف والإرهاب. فبوش يدعي أن الله أمره بذلك، ويمنح نفسه حق القيام بما يراه واجبا في حق الجماهير العربية،  ويفرض، ضمن تغييرات سياسية جوهرية في المنطقة، إحداث، ما يراه،  إصلاحات جذرية في مناهج الأنظمة العربية التعليمية الدينية والدراسية  والتربوية والاجتماعية؛ وفي مسار الغزو البطيء،  تحاول السلطة الاحتكارية نهج سياسة شراء المجتمع المدني المقهور، للتمكن من كبده، عبر "منتدى المستقبل" (انعقدت دورته الثانية بالمنامة في البحرين يومي11 و12 نونبر 2005)، مما يهدد بانصهار الهوية العربية المسلمة، في المدى المتوسط والبعيد، داخل فخ حضارة الائتلاف المسيحي الاسرائيلي.
إلى متى الإهانة وتبخيس الهوية العربية ؟
بعد سقوط بغداد ورمزية قيادتها، اشتد هاجس الخوف من تكرار المهزلة مع عاصمة عربية أخرى،  خصوصا وأن الرئاسة العربية تفتقد إلى إستراتيجية سياسية وإعلامية، وطنية قومية، لصد أي  أنواع القهر والاستلاب، بسبب افتقارها إلى شروط الوطنية الصادقة، وتآمر بعضها على بعض، فالقوى الخارجية الداعمة لبقائها على السلطة ترعبها القومية العربية، لأن  قوة القائد العربي تستمد من قوة الشعب، وقوة الشعب العربي في صحوته ويقظته، ووعيه بحقوقه، ودفاعه على وطنيته وقوميته.  فسياسة المصادرة، التي مارستها وتمارسها أمريكا والعقلية الاستعمارية الأوروبية، رسخت سياسة "فرق تسد"، وعمقت فساد السلطة العربية، فتحولت الرئاسة، بسبب سلطة القهر، والانحراف السياسي، وثقافة اليأس، إلى حكم وراثي بالقوة، يفتقد إلى المصداقية الشعبية الشاملة، والسلطة الرابعة، الواعية والمربية والموجهة،  ترزح تحت ضغط السلطة السياسية، أسيرة إرهاب في حق حرية التعبير، وكشف الحقائق، ومساعدة العدالة في تحرياتها؛ سلطة قاهرة، ترتبت عنها ظروف حالة نفسية معقدة خانقة في الشارع العربي، يتأرجح فيها الوعي الاجتماعي والأخلاقي بين الخيانة، والمؤامرة، والتهميش، واليأس القاتل.
 نستخلص من كل هذا أن محاربة الإرهاب يشترط أساسا مصداقية الوطنية والقومية، ويحتم  الموضوعية في معالجة الأسباب والدوافع، خلفية الإرهاب ومرجعيته، التي أوصلت المواطن العربي إلى حالة نفسية موقوتة يسوى فيها الموت والحياة، لينفجر هنا وهناك، لعله يسمع قضيته بموته، في ظرفية عالمية مضطربة أضحى فيها العربي من " الرئيس إلى الرضيع " عرضة للسخرية السوداء.
محمد رياضي
باحث إعلامي
البيضاء، يناير 2006
تمت الاستعانة بالمؤلفات التالية:
 - "الاسلام السياسي في الوطن العربي" منشورات المجلة المغربية لعلم الاجتماع السياسي، ذ. محمد ضريف،  مطبعة المعارف الجديدة ، الرباط ، المغرب ، الطبعة الثانية نونبر 1992
- "التخلف الاجتماعي، سيكولوجية الإنسان المقهور"، د. مصطفى حجازي، ، معهد الإنماء العربي،  بيروت، لبنان، الطبعة الرابعة 1986
- "علم النفس الإجتماعي" د. حامد عبدالسلام زهران، عالم الكتب القاهرة، مصر ، الطبعة الخامسة 1984
- "الأحزاب السياسية" دراسة سوسيولوجية، روبرتو ميشال، تعريب منير مخلوف، دار ابعاد للطباعة والنشر والتوزيع ، بيروت، لبنان، الطبعة الأولى 1983
- "الحرب الحضارية الأولى" مستقبل الماضي وماضي المستقبل، د. المهدي المنجرة، مطبعة النجاح الجديدة، الدار البيضاء، المغرب،  الطبعة الرابعة 1992
- "السيطرة على الإعلام"، نعوم تشومسكي، تعريب أميمة ع.اللطيف، مطبعة فضالة، المحمدية ، المغرب، الطبعة الأولى 2005
 - " La pensée Politique Arabe Contenporaine", Anouar Abdelmalek, Edition du Seuil, Paris, France, 3ème Edition 1970 
 - "La Déontologie des Médias" , Claude-jean Bertrand, Presses Universitaires de France, "Que sais-je" France , 1re Edition 1997, Août



حيرة وجود..

  حيرة وجود .. سمة حورية أسطورية، وعناد نخوة جاهلية، وكبرياء أنثى إنسان، بملامح طفلة غامضة دائمة الحزن والابتسامة، صادفها في حيرة وجود، تا...