mercredi 14 novembre 2012

الحكاية الثالثة (4): الإسلام وإساءة براءة الغرب (L'Islam et l'offensante innocence de l'Occident (IV

متى نجعل من إنسانيتنا قضية؟
العربي أنا وحكايات الإنسان الآخر!

    الحكاية الثالثة (5/4):           الإسلام وإساءة براءة الغرب                                    
   من المسؤول ؟

إهداء : إلى أي مسلم إنسان، يناضل بقناعة أضعف الإيمان كواجب الفرد تجاه دينه وهويته وإنسانيته، في ظلال النكسات المذلة، وخذلان الدكتاتوريات المتواطئة، وحرقة شماتة "جولدا مايير" المسيئة لكل عربي ومسلم:"عندما أحرقنا القدس لم أنم طيلة الليل، وتوقعت أن العرب سيأتون نازحين من كل حدب وصوب نحو إسرائيل، فعندما بزغ الصباح علمت وأيقنت أننا أمام أمة نائمة."

 

        :القنوات العربية والإسلامية، الأرضية والفضائية  
        عرفت العشرية الأخيرة تزايدا مهولا للقنوات الفضائية، فبات التلفزيون، أكثر الوسائل الإعلامية شعبية في المشهد السمعي البصري، يوفر الآلاف من القنوات الأرضية والفضائية، العالمية والعربية، العمومية والخاصة، الإخبارية والمتنوعة  والمتخصصة، أحدثت تغييرا في تفكير وذهنية المشاهد العربي، الذي تعود مكرها، لعقود من الزمن، قناة وحيدة، ونمطا معينا من الإعلام، فرضته ثقافة سياسة القمع والتضليل. والتضليل الإعلامي لا يساعد على تنمية الوعي الشعبي، بل يكرس ثقافة الخوف واللامبالاة، والإيمان الأعمى بسياسة القهر والاضطهاد، مما يترتب عنه عقلية إعلامية متخلفة، وسلبية حادة لدى المتلقي، وعند أول اضطراب اجتماعي، أو انفلات أمني، لن ينفع إعلام التعميم في تهدئة النفوس وحماية سلطة القمع والتضليل الراعية له، كما تلاشى الإعلام الرسمي عند قيام ثورة تونس، مصر وليبيا. فأمام وقاحة الإساءة المتصاعدة، التي أراد الغرب جعلها لغة تعامل مع العالم الإسلامي، لن يكفي التهييج اللحظي لصد الإرهاب اللفظي العنصري الغربي، ورد الاعتبار للإسلام والمؤمنين، وحتى لا يخبو الحس الإسلامي في دواخل الصحوة الكامنة، أو يتفاعل السذج وضعاف النفوس مع ثقافة الموت الحاقد، فوحدة المصير العربي والإسلامي تحتم إعادة النظر في أهمية الإعلام، وبالخصوص التلفزيوني، الأكثر شعبية، بما يعزز دوره القوي الآني والمستقبلي، على المستوى القطري والقومي، كأداة فاعلة ومؤثرة في الإخبار والتحليل، والإنتاج الهادف، والبرمجة المتنوعة المتكاملة، في إطار إستراتيجية إعلامية علمية، قطرية ومشتركة، ببعدها الوطني، والقومي، والإنساني، تساهم في إبراز القيم الإسلامية وعالمية الإسلام، دين خاتم الأنبياء محمد (ص). 
        المشهد الإعلامي الديني:         
        لماذا لا تهتم القنوات العربية والإسلامية بإنتاج مجلات وبرامج دينية هادفة تدعم الإسلام وتبرز تاريخه وقيمه الإنسانية؟ برامج بلغة بصرية ترتاح لها الآذان والعيون، وتميل إليها القلوب، تعزز حق الدعوة، وتتصدى لفكر الفتنة، بعيدا عن الكلام الإنشائي الممل، والابتذال، والثرثرة الحماسية الفارغة، والصراخ المنفر؛ برامج يمتزج فيها الواقع بالتاريخ، والدين، والخيال، والعلم، وبرامج إخبارية وموضوعاتية ينشطها أساتذة ومفكرون وعلماء الدين أكفاء، من مختلف الاجتهادات، بمرجعية دينية علمية وفكرية إنسانية، قادرين على تحقيق الإقناع التوافقي بين الدين وحياة العصر، وعلى الأنظمة والحكومات العربية الإسلامية إحكام الفتوى، وتنظيمها، واختيار لمهمتها كبار العلماء المتمكنين، المعترف لهم بالكفاءة، ورزانة النفس والعقل.
          لماذا لا تعمل السلطات السياسية على بلورة قوانين ناجعة تقنن وتشجع الإنتاج المشترك للأعمال الضخمة، التاريخية والدينية وغيرها، في بعدها الإنساني؟ تتناول فترات تاريخية من خلال شخصيات إسلامية بارزة في الحرب، والدين، والعلوم.. ولعل القيمة الفنية والإنسانية في الإنتاج المشترك تكمن في جودة الإنتاج والبعد القومي والإنساني للهوية العربية والإسلامية.
     

        المشهد الإعلامي الدرامي والوثائقي:
         لماذا لا يُدعم إنتاج الأعمال الوثائقية والدرامية الاجتماعية والتاريخية التي تسرد قهر عصر الظلمات، عندما كانت تحرف كتبهم السماوية، وترتكب جرائم الكنيسة باسم الرب؟ وأعمال تفضح حالات العيوب المعقدة في المجتمع الغربي،  أو على الأقل لتعمل القنوات العربية والإسلامية على برمجة الأفلام العالمية المميزة، ذات البعد الإنساني، أنتجها الفكر الغربي، المبدع الإنسان، مقتبسة عن روايات أدبية عالمية، كتبت لتقرأ، وأيضا لترى، كأنها تنبأت بعصر لغة الصورة. أفلام رائعة استحضرت ببراعة فنية بصرية آلام المتعة في مقاومة القهر والسلطة السياسية والدينية الفاسدة في إحدى المراحل الدامية القاتمة من تاريخ الغرب غير المشرف. وهنا أسجل تفوق الديمقراطية في المجتمع الغربي المعاصر مع حرية الفكر والرأي والتعبير، يتناولون بجرأة وبحرية أدبية وفنية واقعهم التاريخي، والاجتماعي، والديني، والسياسي  للزمن الماضي والحاضر، وفي أعمال أخرى تخيلوا مستقبلهم بكوارثه وازدهاره؛ في حين، في الدول العربية والإسلامية، الأبواق المسموح لها والمدعمة، لا تتناول عصرا إلا للإساءة أو التمجيد إرضاء لهوى السيادة الحاكمة الآنية، فقط رغبة في نيل عطفها وكرمها؛ تسول دنيء يلغي الضمير الديني، والمهني، والوطني، هنا تتبخر الموضوعية والديمقراطية والإنسانية في المجتمع العربي والإسلامي، ويترعرع الفساد المرهق الذي ينقلب على سادته في يوم ما، طال الزمن أو قصر، فالتاريخ لا يرحم، ينتقم للإنسان والإنسانية، كما وقع لبن علي، ومبارك، والقذافي، صالح ، وقريبا، الهر سفاح شعبه بقوة غيره، الرق بشار.

  

        المشهد الإعلامي الوثائقي:
        لماذا لم تهتم القنوات العربية والإسلامية بإنتاج برامج عن معتنقي الإسلام؟ برامج وثائقية والسيرة الذاتية تعرف بالشخصيات العالمية التي اعتنقت الإسلام من رجال الدين، سياسيين، علماء، أطباء، مفكرين، فنانين، رياضيين، وغيرهم.. فمن اهتم بهم حين أعلنوا إسلامهم؟ فقط مقالات صحفية تطوعية، وتجاهلهم الإعلام السمعي البصري، مع العلم أن إيمانهم أقوى من مسلم بالفطرة، لأن قناعة اعتناق الإسلام لا تتمر في أي شخص، وإنما في من يمتلك شروط انبثاقها داخل قلبه وعقله؛ فمن أشهر إسلامه من الغربيين، مسيحيين أو يهود، يكون عن قناعة روحية وفكرية، وتجربة شخصية حاسمة، مبتغاه الراحة النفسية وطاعة الله، على عكس المرتدين عن الإسلام، قلة قليلة، لا قيمة لها، لا في مجتمعاتها الأصلية ولا في المجتمعات التي آوتها، شرذمة ارتدت عن الإسلام بدافع الجوع الروحي، والحقد الاجتماعي، والجشع المادي، ليس فقط من المسلمين المرتدين، بل أيضا من العرب المسيحيين المتحاملين، على أوطانهم من الخارج، ولدوافع سياسية كما هو الحال بالنسبة لبعض الأقباط الذين تبرأت منهم مصر الموحدة بمسلميها ومسيحييها. وعلى عكس سلطات المشرق مع معتنقي الإسلام، تسلك ديمقراطية الاحتيال الغربي مع المرتدين عن الإسلام سلوكا مغايرا، إيجابي إغرائي، ليس حبا في عيونهم السود، وإنما لكسب رهان الامتلاك والاستيلاء والهيمنة النفسية في عالم الفوضى وطغيان السلطة الفاسدة، إنه الوجه الآخر لديمقراطية تضامن الاستغلال والاستحواذ. فشتان ما بين المرتد والمعتنق، الأول يتسول المادة على حساب دينه، ووطنه، وكرامته الإنسانية، والثاني يبتغي الحرية، الإيمان، الله، وعن قناعة روحية فكرية وعلمية، عبر تجربة حياتية شخصية اعتنق الإسلام، والقائمة طويلة، منهم: الفنان الإنسان سيف الإسلام، المعروف بكات ستيفنس، الملاكم العالمي محمد علي، الحاج مالك شباز المعروف بمالكوم اكس، سهى عرفات، عمر بانجو، جاك فرانسوا مينو، روجي الجارودي، مؤلف "الأساطير المؤسسة للسياسة الإسرائيلية"، ليلى مراد، عمر الشريف، مايك تايسون، ديانا حداد، والمغنية الفرنسية ميلاني جورجيادس، المعروفة ب"ديامس".. وليس بالأخير، العالم الذي كان يهوديا "روبيرت غيلهم"، زعيم اليهود في معهد البرت آينشتين، والمختص في علم الأجنة، الذي آمن بالحقيقة العلمية والإعجاز القرآني فيما يخص الآيات القرآنية وعدة المرأة المطلقة، وباليقين العلمي اعتنق الإسلام، وأعلن إسلامه، ولم يعد يهودي المعتقد. أين الإعلام العربي والإسلامي، السمعي البصري، من أصحاب المواقف الإنسانية بالتجربة الشخصية وقناعة إسلامية؟


          
         المشهد الإعلامي ومجلات المعرفة:
        لماذا لم تهتم القنوات العربية بإنتاج مجلات عن أقوال وشهادات المشاهير من العالم الغربي، المسيحي واليهودي والوجودي، من علماء، ومفكرين وأدباء، وفلاسفة، ومستشرقين، عن النبي محمد (ص) وقيم الإسلام الإنسانية؟ كالشاعر والكاتب والسياسي الفرنسي الفونس دي لامارتين، والروائي الروسي المصلح الإنسان الكونت ليف نيكولايافيتش تولستوي مؤلف "الحرب والسلام"، إحدى تحف الأدب العالمي، والكاتب المسرحي الإنجليزي جورج برناند شو، والعالم الأمريكي مايكل هارت، ومهاتما غاندي، الروح العظيمة للهند المستقلة، وجوار لال نهرو، والشيخ إبراهيم خليل أحمد، قس سابق، والفيلسوف الإنجليزي توماس كاريل، والمستشرق الأمريكي إدوارد رمسي... وغيرهم من خيرة عقلاء الفكر الغربي الإنساني. 
       
        فضائيات أفلام الإساءة:
       يتبع..


                                                                       
                                                                                     محمد رياضي
                                                 الدار البيضاء، أكتوبر 2012

حيرة وجود..

  حيرة وجود .. سمة حورية أسطورية، وعناد نخوة جاهلية، وكبرياء أنثى إنسان، بملامح طفلة غامضة دائمة الحزن والابتسامة، صادفها في حيرة وجود، تا...