jeudi 23 octobre 2014

صهيل التحدي..




 ..صهيل التحدي
      على غفلة منها اختطف الموت زوجها في أواخر السبعينيات، فوجدت نفسها وحيدة مع أربعة أطفال وسط فقر مدقع قاسي، لا معيل، ولا إرث يذكر، ولا بقية من أجر المعيل المتوفى، وعليها إطعام أطفالها الصغار.. عبء ثقيل ولا من رحيم، والواقع قاهر، الموت جوعا أو امتهان البغاء، وما كان على الأم الأمية الفقيرة إلا أن واجهت واقعها البئيس، وبادرت بعفويتها وتلقائية الروح الصافية إلى  طرق باب الممكن والمستحيل..
    فكرت، وقررت، ونفذت، سلاحها الإيمان وحنان أمومة مسكونة بآلام النفس المذلولة بواقع مرير لا يرحم، رغما عنها أخذت أكبر أطفالها، لا يتجاوز خمس سنوات، إلى المركز الخيري بالبيضاء حين كان يقوم برسالته الاجتماعية والوطنية، ملجئ لليتامى ومن هم في حاجة إلى المأوى والمساعدة.. فحاولت الأم المقهورة، بعناد ومشقة، أن تجد لابنها الصغير مكانا في الملجئ الخيري، وتحقق المراد، وعانى قلب الأم حرقة فراق صبيها الذي لا يزال في حاجة إلى رعايتها وحنانها، لكن لم يكن لها أفضل منه خيارا..  
    مرت السنوات، ترعرع الابن الصغير بعيدا عن دفء حضن أمه وحنان الإخوة والعائلة، كبر وتعلم وصار رجلا، وتخرج الطفل المنفي ربان الطائرة، ومن حينها، يجوب دون عقدة نقص فضاءات العالم مفتخرا بأمه العظيمة وانتمائه الوطني..  

رياضي  
الدار البيضاء، سبتمبر 2014

حيرة وجود..

  حيرة وجود .. سمة حورية أسطورية، وعناد نخوة جاهلية، وكبرياء أنثى إنسان، بملامح طفلة غامضة دائمة الحزن والابتسامة، صادفها في حيرة وجود، تا...