mardi 30 juin 2015

لون الموت..

لون الموت..
مات العشق مغدورا، وأغلق الملف ضد مجهول.. وعاث فيهما الظلام، وتشردت زفرات الذكريات والأحلام في شطآن الغياب، وبعد أيام تصادفا، تعلقت عيناه في عينيها دون كلام، كتمت شهقتها، وأخفت خيبتها، وتصنعت ملامح ابتسامتها، لكن عمقها الشاحب حجب شمس وجهها، صارت أنثى في هيئة الموت، تهدي كلاما كقصيدة بلا روح، وهامت في السراب.. بدت ابتسامة باهتة على شفتيه، وتوغل في صمت الذاكرة يمارس ضجيج الكلمات.. رياضي 


"الزين اللي فيك" منتوج كثير من الجنس.. 4/4



 "الزين اللي فيك" منتوج كثير من الجنس..
أين الجرأة؟ أين المعالجة؟ أين الإبداع السينمائي؟
4/4
ماذا أثارنا وأصابنا في المنتوج؟
-
إساءة لمراكش والمغرب قاطبة، بأي حق؟
-
إساءة للمرأة على العموم والمغربية على الخصوص، والمراكشية بالذات، وهي إساءة لكل المغرب.. ما أبعاد ذلك؟
-
إساءة للدين، وفي نشوة الخمرة والمجون والفساد الروحي يساء للدين، دعوة للصلاة في حالة مخمورة..
-
إساءة لأعلى سلطة في البلاد، فالأغاني والكلام مختار على طول مدة المنتوج، فعندما تتغى بطلة المنتوج بطريقتها الفاحشة في جلسة ماجنة عن المال والملك، وتقول: الملك سوف يتحول إلى راقص، في إساءة للعملة المغربية، وهي إساءة ضمنية لأعلى سلطة في البلاد الرمزية والدينية و السياسية..
-
إساءة للشرطة المغربية، فالشرطة لا تتعامل بتلك الطريقة السلبية بشكل عام، نعم هناك استثناءات كما هو الحال في شرطة العالم، لكن لم توظف بشكل مقنع في المنتوج الرديء..
-
إساءة للسعوديين والسعوديات اللواتي اعتبرهن جوامس، اساءة عامة بأي حق؟ مع العلم أن ظاهرة فساد أغنياء بترودولار الخليجين في الدول العربية لا تمس السعوديين وحدهم، ونعرف جيدا تاريخ فضائح البترودولار على امتداد الوطن العربي، انطلاقا من لبنان، ومصر وتونس ثم المغرب، وأوروبا.. ولا يجب أن نعمم فساد فرد على الشعب الذي ينتمي إليه..
-
إساءة للقضية العربية حيث أقحم الفكر اللامسؤول القضية الفلسطينية في مجون الحوار الساقط، واعتبرها المتهور في دوره المريض مغتصبة للعالم، فحتى الصهيونية المغتصبة للحق العربي لم تدعي مرة، لحد علمي، بأن فلسطين مغتصبة للعالم..
-
إساءة للأوروبيين باعتبارهم خنازير، موقف غريب إذا علمنا أنهم يدعمون ويشهرون هذه السخافة بعد أن رفضتها لجنة التقييم المركز السينمائي المغربي، أم إنها الديمقراطية المصدرة إلى الشعوب العربية؟..
-
الإساءة للطفل الفقير واستغلاله في حوار يجهل أبعاده المشبوهة والتي تمس براءة الطفل والطفولة..
-
إساءة للمرأة المغربية في ادعاء حبها للإسرائيلي، كيف؟
-
إساءة للعامية المغربية ، فمن حين لآخر، تغلب على الحوار الهابط اللكنة المصرية، غير أنها استعملت في أعمال مصرية أرقى فنيا ومثيرة دراميا وهادفة..
-
إساءة لسيارة الأجرة بشكل عام، والمراكشية بشكل خاص، نعم يمكن أن نجد أمثال "سعيد" السائق القواد، لكن استثناء، وماذا قدم المنتوج لمحاربته؟ أو على الأقل لجعله لا يرتاح في مهمته الوضيعة؟
-
والأدهى هو الإساءة الجريحة للباغية في حقيقة الواقع المعيشي، الباغية التي أجبرتها الظروف القاهرة على بيع كرامتها لتعيش وتعيش أسرتها، فهي لا تستمتع في وحل حضيض المال من أجل الجنس والمخدر..
-
المنتوج في عمومه يسيء إلى الشعب والملك والدين وفلسطين..
الواقعية والجرأة في حياة المقهورين وليس في الجنس..
المنتوج لم يعالج، ولم ينتقد، ولم يعري، ولم يمرر رسائل، بل أهان، وتهجم، وأساء إلى جميع المغاربة، مع العلم أن البغاء موجود كمهنة حقيرة في كل المجتمعات العالم، وهو واقع مخزي، لكن ليس عن طيب الخاطر، وإنما أتى نتيجة سياسة سيئة ظالمة قاهرة، ومع ذلك مرفوض، لكن ماذا قدم المنتوج لفضح الواقع المخزي ومعالجة ظاهرة البغاء؟ أو لنذهب مع ادعاء المنتوج، كيف فضح تفشي فساد بترودولار المستغل للظرفية المقهورة ليستمتع جنسيا؟ وماذا قدم لمحاربته؟ أية رسالة يمرر؟..أية عبرة يقدم؟
يا إلهي لا مجال للمشاعر الإنسانية في المنتوج الرديء، فقط قوة المال الفاسد وقوة الجسد الفاسد وغياب العفة الإنسانية، ولا مرة صحوة ضمير للندم على خطيئة وقعت في لحظة ضعف؟ أين الإبداع ؟ أين اللغة السينمائية؟ الرموز والإشارات والإيحاءات؟ تناول سطحي على مستوى القصة والسيناريو والحوار، فلا تتوجوه بما لم يتناوله موضوعيا ولا فنيا، أين الإبداع السينمائي؟ أين الواقعية والجرأة؟ الواقعية والجرأة في واقع حياة الزقاق، وسط الفقر والحاجة، وسط المحرومين المقهورين الذين دفعهم الجهل والتعسف ولعبة الانتخابات والكذب السياسي إلى التهميش الرديء، إلى حياة الحضيض، إلى بيع كرامتهم لتشبع بطونهم..
هنا الجرأة والواقعية والمعالجة، وليس في جلسات العربدة والمجون والكلام الساقط، ربما صاحب المنتوج في صراع فكري ذاتي، أو مع فكر لا يرتاح إليه، لكن ليس على حساب المجتمع والوطن والدين والقضية العربية.. رياضي



"الزين اللي فيك" منتوج كثير من الجنس.. 3/4



"الزين اللي فيك" منتوج كثير من الجنس..
أين الجرأة؟ أين المعالجة؟ أين الإبداع السينمائي؟
3/4
منتوج الردالة..
بحثنا في منتوج "الزين اللي فيك" عن القصة، لا أثر لها، والفكرة المحورية لم تبلور دراميا، فقط مشاهد الاستفزاز والانحطاط، والشخصيات مضطربة المزاج، غريبة الأطوار ومجهولة، لا نعرف عنها إلا أنها تفتقد السلوك الأخلاقي، وتمارس الجنس من أجل الجنس، وتحمل حقدا دفينا لجذورها والعالم، وحتى العملة الوطنية لم تسلم من الإهانة..
بحثنا عن الواقع المفضوح، لم نجد واقعا، مجرد جلسات خمرية وفاحشة طويلة ومملة، وبعض كليشيهات لإثارة العاطفة لكنها زاغت مع الخمرة والمجون والعربدة، ونذكر هنا مشهد حواري بين بطلة الفحشاء والعجوز الأوروبي عندما غضبت من كلامه عن المال، وادعت أنها ليست بعاهرة تلهث وراء المال، كنا ننتظر أن الأحداث ستأخذ مسارا دراميا مفاجئا أكثر إثارة وإنسانية في كشف الدوافع الداخلية للشخصية، لكن ما أتى بعد ذلك أكد عكس ما ادعت..
بحثنا عن المرأة بائعة الهوى لتقهر الفقر والحاجة، ولم نجدها، فقط فتيات مضطربات نفسيا استغلن بحقارة، ففي الوقت الذي تناضل فيه جمعيات نسائية من المجتمع الدولي من أجل احترام جسد المرأة، وتدافع عن ثورة الجسد الأنثوي ليتحرر من عقدة الاستغلال بكل أشكاله الانتهازية، المادية والغيبية، أتى منتوج الخمرة والمجون ليكرس الإهانة والإستغلال الحقير للجسد والمرأة..
بحثنا عن مراكش كواقع، لم نجده، وجدنا إشارة إليه بسيارة الأجرة وفي حوارات ساقطة، وهي إهانة في حق سائقي سيارات الأجرة والمراكشيين على العموم..
بحثنا عن الحوار الدرامي لم نسمع إلا الكلام البديء الدنيء المبتذل الذي قل حتى في واقع السكارى والمتسكعين.. أطلق صاحب "المكتوب" العنان للكلام المكبوث ليشفي غليله، حوار سخيف مبالغ فيه، وجدت فيه نفسها تلك التي اختلقت زوبعة الشرف ضد المنتج والمخرج والممثل سعيد الناصري، كنا من محبي أعماله أم لا، لا يهم، وبدون استحياء تطل على الجمهور، بعد تسريب مقاطع المنتوج الفضيحة، لتقول أن مشاهد مؤخرتها في عملية "الغربلة" أو كتابة رقم "8" تعبر عن الاغتصاب، كيف ذلك؟ لا نفهم..
أما المشاهد الساخنة في "درب الهوى" فتعبر عن نفسها دون تبرير الممثل الفنان، يشعر بها المشاهد دون إحراج، تمارس في مخيلته، يتخيلها، ففي أول رقصة "سميحة" في "فندق الأميرات" يرغمها المعلم "صالح" على الرقص، المشهد بالكامل يعطي البعد الدلالي الإيحائي وليس المؤخرة وحدها، تركز عين المخرج/الكاميرا على وسط الراقصة والمعلم "صالح"، ومن معه، يلتهم وسطها ومؤخرتها وطولها بنظرات جائعة ودائخة بالنرجيلة، هنا تعبيرية المشهد يا من تعتقد رسم الثمانية بالمؤخرة تعطي دلالة الاغتصاب.. أين تتجلى دلالة الاغتصاب في مشاهد المؤخرة كما تدعي صاحبة "دور المؤخرة"؟ إن قبلنا بهذا الهراء، فياترى ما دلالة مشهد وصاحبة المؤخرة تمتص قضيب العجوز الأوروبي؟ هل لها دلالة المساعدة في التنقيب عن البترول داخل المغرب؟ وماذا تقصد في تتمة نفس المشهد وهي تلعق وتشتم مؤخرته؟ هل اشتمام المؤخرة تحمل دلالة للتأكد من أنها فعلا لخنزير أوروبي حسب حوار المنتوج؟ أم الشم له دلالة البحث الدقيق، وهي تلعق مؤخرته بحنان، عن حل للقضايا العربية في المجلس الأوروبي؟..
سأتوقف أيضا عند مشهد ساخن له دلالة في "درب الهوى"، مشهد دخول صاحبة الفندق المعلمة "حسنية" إلى الحمام والمعلم "صالح" يستحم، وهي ذاهبة إليه لتمد له "الفوطة" ليجفف جسده، تم القطع على الفوطة والادماج مع الانفتاح التدريجي على مؤخرة المعلمة "حسنية"،ثم تكبر الصورة وهما يحتضنان بلهفة العشاق، ويتوقف المشهد عند العناق الحار، ويدرك المشاهد دلالة البعد المشهدي، فكل بالغ يتخيل ما يقع بعد ذاك العناق الساخن..
تتخلل منتوج "الزين اللي فيك" مشاهد جنسية طويلة ومملة لا ضرورة درامية لها، مجموعة مشاهد تخدش الحياء، تدخل في خانة أفلام برنوغرافيا الهواة، ربما هي صرخة مسعورة من صاحب أو أصحاب المنتوج لترخيص تصوير أفلام البرنوغرافيا بشكل رسمي بالمغرب؟ في حين، في فيلم "درب الهوى"، الذي يغلي بالدعارة والفاحشة، استغنى السيناريست والمخرج عن المشاهد الجنسية، لا أهمية لها، لن تضيف شيئا..
يتبع
قراءة عن منتوج "الزين اللي فيك" .. محمد رياضي



"الزين اللي فيك" منتوج كثير من الجنس..2/4



 "الزين اللي فيك" منتوج كثير من الجنس..
أين الجرأة؟ أين المعالجة؟ أين الإبداع السينمائي؟
2/4
درب الهوى: جرأة وإبداع وموقف..
جميل أن يتناول أي مخرج فنان عملا جريئا يكشف واقع ظاهرة إجتماعية معينة، لكن أن تتميز المعالجة بعناصر ومقومات الدراما، من خلال سيناريو متماسك بأحداثه وشخصياته وحواره، ورؤية إخراجية وفكرية ابداعية معبرة، تمزج بين الواقعية والرمزية الإيحائية، رؤية مقنعة ومسؤولة بموقفها الفكري الاجتماعي والجمالي عن الموضوع المتناول، وهنا يأتي إلى ذهني أحد الأفلام المصرية الجادة والجريئة، انتجت في بداية الثمانينيات، فترة كان للرقابة دور العسكري المستبد القاهر، كما هو الحال في سائر العالم العربي حينها، وناله المنع لسنوات. إنه فيلم "درب الهوى"، إنتاج 1983، ولا مجال للمقارنة بين فيلم سينمائي جاد جريء يطرح، ويعالج، ويتموقف، ومنتوج يهدي ويهدر كل القيم، فقط يثير الشهوات والانحطاط الجنسي..
تتمحور فكرة "درب الهوى" حول: "فساد الجسد من فساد السياسة"، تدور الأحداث حول فندق للدعارة، يطلق عليه "فندق الأميرات"، يحميه رجل سلطة حامي الفضيلة، وتكشف الأحداث كيف يتم استدراج الضحايا و ترويضهن ليصبحن باغيات بالقوة، ومن حاولت الفرار تعاقب شر عقاب.. يقف وراء جدية المضمون الهادف وجودة القيمة الفنية لهذا العمل السينمائي الجريء قصة مؤثرة لإسماعيل ولي الدين، وسيناريو متماسك للسيناريست المتمكن مصطفى محرم، وحوار درامي راقي لشريف المنباوي، وحسن اختيار أجود الممثلين الشباب حينها، يتقدمهم أحد رواد الفن المسرحي والسينمائي والتلفزيوني في شخص الفنان المبدع المرحوم حسن عابدين، ولغة إخراجية معبرة للمخرج البارع في سينما الحركة والدراما الفنان المبدع المرحوم حسام الدين مصطفى..
في "درب الهوى" كل مشهد فيلم قصير في حد ذاته، وكل لقطة من لقطات المشهد تضيف معلومات ضرورية في تصاعد أحداث البناء الدرامي، وتشد المشاهد، ويتفاعل معها ومع شخصياتها، وكل شخصية حكاية مع الحدث الدرامي "الدعارة"..
حسن إختيار الممثلين..
والشخصيات مختارة بدقة، ومقنعة في بنائها الدرامي، نتعرف عليها تدريجيا مع تتابع الأحداث، ونتعرف على الظروف التي رمتها إلى فندق الدعارة، نماذج واقعية تحمل صراعا داخليا وتعيشه في تفاعلها وتصادمها في واقع اجتماعي عنيف لا يرحم.. شخصيات يجسدها أمهر الفنانين الشباب حينها، أتبثوا مسيرتهم الفنية المتميزة بعد ذلك:
-
الفنان "محمود عبدالعزيز" في دور "معلم صالح"، أداء رائع ومقنع لدور "قواد" صاحبة وكر الدعارة، شخصية معقدة بالماضي السيء للأم وظروف الفقر التي عانى منها الابن كثيرا، ومع ذلك لم تنزع الظروف القاسية من عمق الشخصية المعقدة الجانب الإنساني، أحب "سميحة" ولم يرحمه غدر المجتمع..
-
المرحوم الفنان البارع المتمكن "أحمد زكي" في دور "عبدالعزيز"، المثقف الملتزم في مجتمع فاسد لا يرحم التربية الحسنة والأفكار النيرة البناءة..
-
الفنان "فاروق الفيشاوي" في دور "مراد"، المثقف الانتهازي، صاحب مزاجية رخيصة، لا يؤمن بالمبادئ وقضايا الوطن والقيم الإنسانية ..
-
الفنانة "يسرا" في دور "أوهام"، اضطرت أوهام للدعارة لتساعد أسرتها، بعد القبض على شقيقها في قضية مخدرات، فباتت المرأة الإنسانة في عمق أوهام الباغية مجرد أوهام، لكن لقاءها ب"عبد العزيز" المثقف الملتزم حرك فيها المرأة الإنسانة، ولم يمنحها المجتمع حق عيش ذلك الاحترام، فظلت أوهام مجرد وهم..
-
الفنانة المكتملة المرحومة "مديحة كامل" سيدة الاغراء بلا منازع في دور "سميحة"، هاربة من عدوانية زوجة الأب، بنية إيجاد أي عمل شريف، لتجد نفسها استدرجت إلى بيت الدعارة، وباتت تحت بطش المعلم "صالح" الذي منح للشرف عطلة، وبالعنف القاسي رضخت "سميحة" للواقع السيء، وسيستغل المثقف الإنتهازي "مراد" سذاجتها، ويجعلها تستغل حب "صالح" لها ليصل إلى أطماعه التي ستقتله بيد "سميحة" نفسها..
-
الفنانة "شويكار" ثقة كبيرة في النفس في دور "حسنية" صاحبة فندق الدعارة، ربما تكون رمز لما يريد الفساد أن تكون عليه مصر حينها..
-
فنان التشخيص الصعب"فاروق فلوكس" في دور "سكسكة"، الخادم الضعيف المخنث، وأبدع في دوره الصعب..
-
و الفنانة "أمل إبراهيم"، ذات شخصية درامية خاصة بها في الساحة الفنية، في دور "زينات" العاهرة المتمرسة في مراقصة حمق مزاجية السياسي، تعاطف معها المعلم "صالح" عندما عاين الفقر المدقع الذي تعاني منه العائلة، ولقاءه بابنها "صالح" الصغير زعزع طيش مزاجيته، وتغيرت عدوانيته إنسانية، ورفض أن يصبح صالح الصغير "ابن فنطازية" مثله، فمنع "زينات" من العودة إلى الدعارة، وعاهدها على المساعدة المادية..
-
وقمة الابداع التشخيصي للفنان المقتدر المرحوم "حسن عابدين"، أداء مقنع لشخصية الزعيم الباشا عبدالحفيظ، السياسي المدافع على الفضيلة والشرف، وفي نفس الوقت حامي الفساد والرذيلة في فندق الدعارة..
حوار درامي..
يتميز الفيلم بحوار درامي إيحائي جميل، يحمل عكس ما يعلن، نرتاح لسماعه، حوار درامي ساخر معبر في عكسية دلالته، نستوعبه، يضحكنا التضاد الذي يحمل، وتزعجنا إيحائياته، لكننا، رغما عنا، نتقبلها لأنها موجودة فعلا في واقع المجتمع المصري كنموذج والعربي على العموم.. ففي عمق عنف دراما الاستغلال الجنسي يقول القواد "صالح" لإحدى ضحايا الفندق:"أنا أحب النسوان لتخدم معي يكون عندها أخلاق.."، وعندما تسأل "سميحة"، الضحية الجديدة بالفندق، الخادم "سكسكة" إن كان المعلم "صالح" زوج صاحبة الفندق، يسخر "سكسكة" من كلامها بالرد أنه زوجها في الوقت الضائع، ونفهم ما يقصد دون سماع ما يخدش الحياء..
إخراج معبر ..
اللغة الإخراجية واقعية وإيحائية للمخرج حسام الدين مصطفى، أحد أمهر مخرجي أفلام الحركة والدراما أيضا، ومن أبرز أعماله الدرامية السينمائية إلى جانب "درب الهوى" نجد "السمان والخريف"، "الإخوة الأعداء"، "الرصاصة لا تزال فى جيبى"، "الباطنية"، "وكالة البلح"، "غرام الأفاعى"، "الحرافيش"، وغيرها من الأعمال الجادة التي تشهد على توجهاته الفكرية والثقافية والوطنية..
لا مجال للمقارنة بين جرأة الجدية ووقاحة الرداءة..
"
درب الهوى" دراما سينمائية جريئة بوعي حذر، ولا مجال للمقارنة بين فن جميل راقي هادف وممتع وجريء بعيدا عن الميوعة والعربدة، عمل جاد يثير شهوة الغريزة وعفة الإنسانية، يثير حالة شبق مسعور وحالة الاحتشام واللياقة، ويثير همجية الافراط وحسن الاعتدال، و"الزين اللي فيك" منتوج رديء ووقح يبحث عن نشوة مجهولة، غايته تدمير القيم وتمييع العلاقات والحياة بشكل عام، باعتبار أنه واقع، وحتى إن سلمنا بأن المنتوج يتناول الدعارة، ويكشف رذالة الواقع المستور، بسبب البترودولار، كما يدعي، فهل حقا تناول المنتوج المستور في واقعه؟ هل كشف مستورا؟ وكيف قدمه فنيا؟ المنتوج حالة مضطربة وغير ناضجة تؤدي إلى الاستمناء..
يتبع
قراءة عن منتوج "الزين اللي فيك" .. محمد رياضي



حيرة وجود..

  حيرة وجود .. سمة حورية أسطورية، وعناد نخوة جاهلية، وكبرياء أنثى إنسان، بملامح طفلة غامضة دائمة الحزن والابتسامة، صادفها في حيرة وجود، تا...