vendredi 29 janvier 2016

الهاربة، قناعة مصير


الهاربة، قناعة مصير
ليست بالمختفية، لكنها أيضا أصيلة متمردة ..
الهاربة اسم على مسمى، ليس بمفهوم البحث عن السعادة، كما ادعى من يترصدون غموض الدلالة فيتلذذون نزوات شذوذ اللحظات العابرة، وليست بالمعنى اللغوي لكلمة هروب، إنه قدر سيزيفي في بحث غير مجدي عن حياة سليمة في مجتمع لا يرحم، حيث يتملكها الخوف من الوقوع في لعبة النفاق، نفاق نفس سيئة، نفاق قدر أحمق، نفاق بشر غبي فاني لا محالة، فتجسد أنثى في شخصيات متعددة، عاقلة وعاطفية، عاشقة وكارهة، سعيدة وكئيبة، صامتة وصارخة، صامدة ومنهارة، مهتدية وتائهة في رحلة بحث دائم عن النفس، عن الذات في حياة مجردة من النفاق، تشخص واحدة هنا إلى وقت ما، وترحل بها أخرى إلى هناك، ومن هناك إلى هنا، ومن هنا إلى هناك، هاربة من الأوهام، من الأشباح، من ابتسامة غادرة، من حظ سيء، من فخ مبيت، من لا شيء، من نفسها المنهكة بعنف ماض رهيب، وآني وقح ماكر، والآتي غامض لا يرجى منه خيرا..
في حيرتها الصعبة تخلق مسافة بينها وبين نفسها، تتفحص الوجوه، تراقب السلوكات، وتكتب الآخرين من خلال وجدانها، وتعاتب نصفها الآخر، الحقيقي والمتخيل، في لوم عنيف يندفع للموت لنفسها التائهة بين القلب والعقل، بين الواقع والخيال، بين الحقيقة والزيف.. تعيش صراع سيزيف الأسطورة، ضحية لحظات صدق انبهرت بها في روايات وقصص انتقدت الواقع المريض في زمن سابق نراه جميلا على واقعنا القبيح؛ وفي عمق المعاناة تنسج حكايات وخواطر ونصوصا بلاغية مثيرة، تكشف جمالية الروح ومواقف إنسانية تستفز خبث مجتمع تخلى عن قيمه، تعتمد فروسية الكلمات في زمن غير زمننا الذي يرفض الأصالة المتمردة، فيحتدم انفعال القلب والعقل، ويحتد العناد المنهك، وتشتد جمرة النفس الملتهبة، وتقف على حافة الحياة، وكأي إنسان طبيعي يتملكها الخوف المرعب، ولا تريد أن تغيب عنها الشمس، فتتشبث بأهدابها، وتهرع كل مساء إلى البحر لتمنعها من الغروب، لكن دون جدوى، فتعود خائبة يائسة تنهش نفسها إلى حد الادمان بالموت كوجود مجرد من نفاق الحياة، مصير صعب عن وعي تام اختارته، أو ربما عن صدفة قدر طائش..
وعي يميزها ويعذبها في رحلة بحث عما تريد، وربما ما تريد تجهله، أو على يقين لن تجده، أو ربما تدركه لكن تخاف خيبته، إنسانة تعيش الحب، وتعيش الحرب، وترفض التنازل على شرف اغتصب منها بعنف شرعي، امرأة أصيلة مبدعة في قلبها كبرياء أنثى محاربة ترفض الهزيمة، زادها الإيمان بالله والتربية العفيفة، صراع أنثى الإنسان مع الوجود، تحب نفسها وتنشغل عنها بين السخط والكره والحقد والارتياح العابر، أو الهارب، أو المسروق، إنسانة تعشق وتخاف لعنة الحب، أحبت نصفها الآخر بعشق الزمن الجميل، وعشقها بجنون الزمن الجميل، وفي لحظة داكنة انفجر غيض قدسية العشق، واهتز كيان النصفين، فكره نفسه، وكرهت الحياة، ونفت نفسها في الغياب، وراحت تنتقم لنفسها من نفسها، فتعب العقل والقلب أكثر، تحمل أكثر من طاقته، فصار يبحث عن السكينة في مكان آخر، في عقيدة أخرى، في إيمان آخر، ربما يجد الأمان المفقود وتجد نفسها، وقد لا تلتقي بها، إنه مصير امرأة ناعمة مؤمنة، أنثى عاشقة متمردة ترفض الهزيمة والهروب، لذلك هي ليست بالهاربة بل أميرة عفيفة محاربة، ستجد نفسها عند نهاية الحرب، حرب الأنثى والنصف الآخر والحياة.. أكيد ستجدها.. م.رياضي
البيضاء 22/10/2015

Aucun commentaire:

Enregistrer un commentaire

حيرة وجود..

  حيرة وجود .. سمة حورية أسطورية، وعناد نخوة جاهلية، وكبرياء أنثى إنسان، بملامح طفلة غامضة دائمة الحزن والابتسامة، صادفها في حيرة وجود، تا...