lundi 24 octobre 2016

..أجيرة قدر

 ..أجيرة قدر
هل ظلمنا الحب؟ .. كل ما في الأمر أن القدر كان مقترا ومستبد الموقف، كنا صريحين في أحاسيسنا وأحلامنا، وكان يقودنا إلى ما يريد على أنه ما نريد، كانت مشاعرنا صافية، تنبض بالإعجاب والطيبة والوفاء والتحدي، وعاندنا ظروفا خارج إرادتنا لنستمتع اشتهاء الذات والروح، ويتعنت القدر بسلطة قهرية قناعة النصيب، وننطوي في صمت الاستياء، وبعد حين، قد يطول وقد يقصر، نصادف الهوى المبتغى كأن القدر يستلذ تعذيبنا.. لماذا؟
ربما نحن ضحايا صراع أسطوري لا يدا لنا فيه، صراع ألهة الحب والكره، فنعاني شجارهما الأبدي تحت رحمة بوسايدون، ويحتدم الصراع بيننا حسب طيبة أو سوء نية الطرفين، فإن كنا من جناح معسكر الإله الشرير فإن روحينا خداع ومكر لإسقاط أحدنا الآخر؛ أما إن كان أحدنا خير والثاني ذو نزعة سيئة فالخير أقوى وأنظف لأنه يقع ضحية إنسانيته في شراك مبيت لحبيب يهاب مجابهته؛ وأما إن كنا من جناح إله الخير فإن عناد القناعة الذاتية يبني استراتيجيات غارات نفسية لهدم دواخلنا الإنسانية، يستبد فيها الغرور والكبراء وعزة النفس جينرالات معارك شرسة، كل منهما يرى نفسه في الآخر ، نصفه المكمل لروحه التي يبحث عنها منذ اقتحمت العاطفة أعماقه، فيرفض الرضوخ والاستسلام لأحاسيسه الصادقة، ويتقاذفه بوسايدون في اكتئاب رهيب، بين سعادة مفتعلة وحزن قاتم، يمكن في أية لحظة أن يرتكب حماقة في حق نفسه، أو يذيب تفكيره في الفراغ، أو بالانغماس المرهق في عمل قد لا يهوى، أو تمتصه هواية تلهمه في إبداع أحلامه ..
هكذا علاقتنا أيتها العشيقة الشبقة المتمردة على نفسها في داخلي، و صعب أن أراك معتكفة في افتراضات حزينة يهمسها قدر حقد دفين بعيد عن أعماقي، أن أعشقك يعني إنك الاستثناء، إنك أكثر من الحب، إنك جنون الأحاسيس، فأنت إلهة الخير والشر ومزاجية بوسايدون، والعشق يا عنيدة روحها أوجده الله في الإنسان ليستمتع طبيعيته الإنسانية السليمة، لا ليعيش دمار نفسه، لذلك لن تجدي بعدي رجلا يعشقك بهذا الجنون.. م. رياضي

Aucun commentaire:

Enregistrer un commentaire

حيرة وجود..

  حيرة وجود .. سمة حورية أسطورية، وعناد نخوة جاهلية، وكبرياء أنثى إنسان، بملامح طفلة غامضة دائمة الحزن والابتسامة، صادفها في حيرة وجود، تا...