lundi 18 juillet 2022

حيرة وجود..

 

حيرة وجود..

سمة حورية أسطورية، وعناد نخوة جاهلية، وكبرياء أنثى إنسان، بملامح طفلة غامضة دائمة الحزن والابتسامة، صادفها في حيرة وجود، تائهة في مداره الواسع المحدود، فخطف بصره وميض حس يحتضر في عينيها، وتملكه إحساس غريب، وعلت في أعماقه رغبة قوية ليُنطقها، سيدة مثيرة بأنوثة صارخة، أنثى لا تخشى الجنون، جنون المعرفة والإيمان والعشق، عشق الأسطورة، وفلسفة الإبداع، والنبض المقدس، وإنسانية الإنسان، وصلَّى لله، حمدا وشكرا على لقاء ترقبه طويلا، وأتى أخيرا، ثوان كانت كافية لتجعل محنة الانتظار الطويل حسا لا يقاوم، ونسي اليأس والألم، وتلألأت نيران العشق والأمل، وتوهجت رغبة الانعتاق بلا حد، واندفعا بسلطة العشق، وقناعة المبدأ، ووعي الفكر، وسحر الكلم، في متعة سفر روحي في الزمن الآتي والضائع قبل اللقاء، يمتطيان نبضات رغبة انعتاق الوجدان السامي بين التضحية والامتناع وجنون العناد، يبحثان عن آفاق بعيدة عن الظلام..

ومضت أيام سريعة في أقصى عمق الشمس.. ووقع ما وقع، يدري ما وقع، ويجهل المضمر.. يسير في ذهول صامت، يفكر في الظاهر والخفي، وفي لمح بصر غير عادي هبت طاقة خفية مفاجئة، كسرت الفضاء بلمعان خاطف عنيف البياض، صاحبتها رجة قوية هزت سماء الممشى، أزاحت الغلاف الغامض، فوجد الذاهل الصامت نفسه أمام نفس خفية طليقة في نفق مغرض، أربكت خطواتها شرارة البريق الفاضح، وانجلى المكان لعينيه، وتبينت له ذاتية النفس الخفية، لم تكن غير الأنثى المثيرة، في حالة مزاجية غريبة، تنشد نشوة عبودية السوق السوداء..

عندها تمزق حس العشق، وتوقفت ارتعاشاته، وارتج وعي غضبه الحاد بعثر هيجان رياح ماكرة عند كسوف الشمس، وتبلدت ملامح الطفلة الناشئة، حورية الأسطورة والعناد والكبرياء، ونفرت من الصدفة المعتوهة التي شاكستها، فالتفت على نفسها، وارتمت بعيدا خارج مداره الناري، وبداخلها قسوة البياض المتمرد، وجحيم صاعقة السماء الغاضبة، وهاجت ولولة غموضها، وفقدت رشدها، وأبغضت، إلى حد الغثيان، نظرات الوعي الحاد، وكرهت الصدفة والبرق والرعد ونفسها، واندست تحت رماد الصاعقة، وانهوت إلى جحر قطيع هوى معونة الاستسلام، لتعيش نشوة رائحة الشواء، وجشع عقلية مستهلكة للعادة السرية، ومضاجعة موتى الحس، وأخذها الزهو بالتماهي بالتقدمي الزائف، تسامر نفسها لإذابة الرغائب المكتومة والأوهام المفتونة، ومن حين لآخر، تطل مبتسمة خارج الرماد، وحديث ملامحها حزين.. وتمضي الأيام في حيرة وجود..

م. رياضي

الفنيق الأبيض

mercredi 12 septembre 2018

صرع جمرة..




صرع جمرة..
بعد غيبة بسبب عنف نفسي، لوم وإهانة وتدمير الإحساس بالقيمة، دون موعد مسبق التقى العاشقان في المقهى التي ألفت بوح همسات مشاعرهما، بوجه منقبض من الحنق والغضب والغيظ اهتاجت في وجهه:"آه لو لزم لسانك التجاهل، وتركت صمت عينيك تهيج جمرة الخراب والدمار في رأسي.. لقد آلمتني كثيرا.".. ساد صمت ثقيل يحدق فيها بملامح جامدة، ثم نهض بهدوء وهي تتابع وقوفه، ودون أن يبعد نظراته عنها أشار للنادل بحركة من يده اليسرى، أتى مسرعا إليه، مده ورقة نقدية، وربت على كتفه، وانسحب دون أن يأخذ الباقي من النقود، ظل النادل أمامها في حيرة دون حراك، لا يدري ما يفعل، والعاشق يبتعد خطوات وظله يلاحقه، وبعد حين سمع دوي انفجار، ولم يلتفت..
م. رياضي

jeudi 10 novembre 2016

..نهايات الحاكم الأسير

..نهايات الحاكم الأسير
أيها الحاكم الأسير لا تهذي بالعروبة والإسلام والملك الناصر يلغيك.. لا تقيم الصلاة والقدس محرمة عليك.. لا تعتز بعروبة وأرض الكرامة مغتصبة.. لا تمجد نفسك والتاريخ يتبرأ من سلالتك.. لا تتباهى بوطنية المقايضة الفانية وحق الوطن لا يموت..
من أكون !!!؟…
يا للغرابة، حاكمي لا يعرفني! أنا الروح التي اقسمت أن تنتقم لولائها.. أنا يمينك الذي اغتصبت.. أنا شعبك الذي نحرت.. أنا وطنك الذي أحرقت ونسفت.. أنا المواطن الإنسان الذي نفاك.. أنا الموت الذي شوه موتك.. أنا الضمير الذي يحاكمك.. بدوني لا تساوي شيء.. لن ينفعك العم سام ولا منجل لينين.. أنا الذي صنعتك .. وجعلتك ما أنت عليه.. وخذلت إيماني.. وتبرأ منك شيطانك.. ولا وطن قد يأويك..إلا موت الحضيض.. أحقا أنت قائد عربي؟ م. رياضي

.. عبودية النبذ

  ..عبودية النبذ
 
هناك من يكتب أو تكتب عن مبدأ وموقف ودراسة ودراية وتجربة نضال تمرد قاسي على التقاليد والعادات الرجعية في المجتمع الشرقي، وأيضا على السلوك الجاهل من طفيليات البشر،كان رجلا أو امرأة، ولا تزال بعض الأعلام المؤمنة برسالتها الإنسانية تواصل نضالها الصعب، رغم مضايقات ذهنية المجتمع المتخلف، للنهوض بحقوق وإنسانية المرأة والرجل بعيدا عن حياة التواكل والوهم والترغيب والترهيب والعبودية الجاهلية، باعتبار أن كل منهما، الرجل والمرأة، يتحمل عبودية وإن اختلفت في الشكل..
وهناك من يدعي أو تدعي حرية التمرد على فكر مرفوض وسلوك جامح، ويمطرنا وتمطرنا بكتابات جد بسيطة على انها قراءات جادة لحالات إنسانية، وهي مجرد خواطر في التماهي الإسقاطي في قراءاته قراءاتها للواقع، ينتقد كل منهما مآسيه في سلوكات الآخرين، ويجد من يتفاعل معه من دوي نفس الذهنية البئيسة والنفس المتعبة، التي يتعايش معها صاحب الخاطرة في وحدته المعقدة وفي نفاقه الاجتماعي، يخفي حقيقة بؤسه الناقم، ويجول في الماضي ووهم الغياب والخيال والسراب، يتقمص وضعية الدفاع عن المرأة في كل المعاناة التي تعانيها، تلك مأساة بعض كتاب الخواطر بعيدة عن النص الجاد الهادف وأيضا فن الابداع المقتصر في القصة القصيرة أوالقصة الومضية أو الومضية الشعرية، ابداع الحكي القصصي والشعري السهل الصعب لموقف أو إحساس خاطف، فتأتي خواطره كقراءات الطالع وهوس العرافات، يؤمن بها لأنها حقيقة نفسيته المضطربة، فتجده يضرب على نفسه عزلة ونوعا من الرفض والتعالي على الواقع التلقائي البسيط، ويتباهي بالذكاء والتثاقف والشعبوية، وخوفا من التهميش القاتل وليكسر انعزاليته يرمي من حين لآخر بخاطرة، جريئة في اعتقاده، ليثير الانتباه إليه، والمصيبة الأكبر عندما يكون صاحب القراءة امرأة، أنثى تتحايل على ضعف الأنثى، وتضربها في العمق، وتجد من يصفق لها من ذوي النفوس الكئيبة الهائجة الواجفة..
تلك هي العلاقة الاستلابية لبعض من يعتقدون من الجنسين أنفسهم أذكياء النخبة، مأساة قلوب مريضة بكره نفسها في الآخرين، وهي عدوانية الآنا المغتمة المهجورة الرافضة لنفسها، فتتمادى في مختلف تمظهرات الرزانة والانفتاح والموقف الزائف وافتعال الانفعال التمردي.. التفاهة والفراغ يولدان قناعات وهمية مصير عباقرتها النبذ.. إنه عقاب القدر .. رياضي

vendredi 4 novembre 2016

..هدير هدوء





هدير هدوء ..
على الشاطئ أبحث عن ذاتي في لحظة سراب صامت، الزمن فيه عبت مزعج مؤلم، مجموعة أحاسيس باردة ملتهبة، يائسة متمردة، مستسلمة متذمرة، ويزحف قهر العنف داخلي، وأقع في صدى مشاعر مضنية، ويستحضر العبث القاسي مهجتي، ألمسها في خيالي، أشم عبيرها المهدئ الموجع، وأشعر نظراتها الدافئة الباردة، الملتهبة الخامدة، وينتفض في أوردتي هوس ملكة الكتابة، فتتسارع الأمواج ترسم صيغ الكلام المنثور والقصيد الشارد في حياة الإنسان.. محمد رياضي

jeudi 3 novembre 2016

.. ومضة يقظة


 ..ومضة يقظة 
لست من زائري المقابر، لكن أتذكر موتانا في كل حين، يسكنون إحساسي وخيالي وتفكيري، وشوشاتهم صدى يأتيني من بعيد، أكلمهم كأنهم أحياء، نتبادل الحديث الذي كان، وأستغرب لما نحن عليه من اختلاف، لم يعودوا مثلنا يشتكون ويتباكون ويتنافقون، ولا نعرف شيء عن عالمهم المجهول، أهم أيضا يعانون حقد أحياء البشر؟
هذا المساء وأنا في طريق موعد مع نفسي يعتصرني ألم الغياب وحنين الكلام وأنين الوطن، وجدت نفسي أسير قرب قبر لا يراه سواي، أعرفه جيدا، يحضن جتة قلب أوقعته نزعة الغدر في العار، فدفن نفسه حيا، وغياب الحي لا يعني الموت، وشدة انكسارات النفس تولد السراب، حضور وهمي للميت أو المنسي الذي كان حلما في لحظة عشق.. واليوم أزهرت تربته نبتة روح غارقة بالحزن، تبادلنا نظرات عميقة، وارتجفت مبتسمة مسرعة إلي، تسير بجانبي، وتملكني إحساس غريب، تهمس لي بذات الكلمات، وضحكنا بذات جنون الضحك، وتعلقت بحمقنا أعين تلهب دقات طبول الاحتيال ووقاحة الباطل، ولحظة شحب طيفها وصاح في وجهي:"أنا بريئة.." وأقفلت عائدة مسرعة إلى من حيث أتت، وأطلت النظر إليه، واندثر القبر، وتنفست الصمت، وتذكرت موعدي مع نفسي، واختصرت الطريق.. محمد رياضي

vendredi 28 octobre 2016

..وردة فنيق متمرد


  ..وردة فنيق متمرد
أيتها الوردة.. أنا عاشق الإبداع والجمالية الفكرية والبلاغية للكلمة والنص، قرأت وقرأت وقرأت من أمهات الأدب العالمي وروائع العربي، وقليل القليل من تحف الأدب المغربي، وفي كل مرة من حيث لا أدري أدرك أنني أجهل الكثير، فأطلب المزيد والمزيد، ولا أزال أتسكع في طرقات وأزقة الإبداع الإنساني.. وكتبت وكتبت وكتبت كثيرا بقناعة الموقف ومعاناة الإحساس وارتياح الصور البلاغية، وبعد كل منشور يعتريني إحساس عدم الرضى على ما نشرت، فأحاول وأحاول وأحاول، ولا تزال محاولاتي ترهقني في فضاء الفكر والإبداع، وأتابع طريقي المضني الآتي من الماضي الصعب، زمن الرصاص، زمن القمع، زمن الطغيان، زمن صراع المواقف، زمن الوطنية والوطنية المضادة، وأمضي في واقع مختل صامتا أحضن نفسي خلف حدود حياة الوقاحة، وعندما التقينا صدفة تناثرت أشلاء نفسي، وتاهت مني، وحضتك أنت، حلم هارب من الماضي الصعب الجميل، لكن لم أكن أعلم أنك وردة نحرها فقدان الإيمان، فهل حقا أنت وردة؟ وتشتعل الكلمات داخل رأسي، ويبقى السؤال كيف تستعيد نفسي عافيتها وأنت في شراييني كرهت نفسي؟ عند السؤال تيقنت أنني لم أفقد نفسي المتمردة، والحمد لله.. م. رياضي

حيرة وجود..

  حيرة وجود .. سمة حورية أسطورية، وعناد نخوة جاهلية، وكبرياء أنثى إنسان، بملامح طفلة غامضة دائمة الحزن والابتسامة، صادفها في حيرة وجود، تا...